مرسى عطا الله
كل يوم الحقيقة أخطر من الصورة!
أعتقد أن الحقيقة أخطر بكثير من الصورة التى تعكسها وقائع الاشتباكات الأخيرة بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية.. وبصرف النظر عن تهديدات التصعيد المتبادلة بين تل أبيب وطهران وما يعقبها من تلميحات التهدئة المتبادلة أيضا فإن الخوف كل الخوف أن تشتد رياح التصعيد فجأة وتصبح أكبر من قدرة الطرفين على لجم سرعتها ووقف اندفاعها باتجاه الحرب الشاملة وبالتالى إحداث «خربطة» عبثية مخيفة بعد خلط كل أوراق اللعبة الإقليمية والدولية فى المنطقة التى تتواجد بها قوات ضاربة لقوى عظمى فاعلة فى مقدمتها روسيا وأمريكا.
إن المسألة باتت وفق أى حساب سياسى أكبر من أن تكون مجرد ضجة سياسية ودعائية مصاحبة لإعلان الرئيس الأمريكى ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووى على إيران رغم معارضة الأوروبيين فى الوقت الذى يتأهب فيه ترامب للذهاب إلى سنغافورة لعقد لقاء قمة تاريخى الشهر المقبل مع زعيم كوريا الشمالية «النووية»!
ويلفت النظر أن يتزامن هذا التصعيد العسكرى مع انعقاد مؤتمر «هرتزليا» للأمن فى إسرائيل وأهم عناوينه تشير بوضوح إلى أن تل أبيب ترى فى السلوك الإيرانى بالمنطقة خطرا استراتيجيا بعيد المدى وليس مجرد مناورات تكتيكية مؤقتة للحصول على المزيد من الميزات المادية والتكتيكية لإيران فى اللعبة الإقليمية الراهنة!
ويتردد على لسان أكثر من مسئول فى إسرائيل أن الهدف من الهجوم الأخير هو بعث رسالة مباشرة للرئيس السورى بشار الأسد ثم يتطوع وزير الحرب الإسرائيلى «ليبرمان» بكشف بنودها فى المطالبة بإخراج قوات فيلق القدس التابعة للحرس الثورى الإيرانى وإبعاد قائدها قاسم سليمانى من الأراضى السورية. هكذا جرت وتلاحقت الأحداث فى الساعات الأخيرة التى يرى بعض المحللين أنها بمثابة إشارة لا تخطئها العين بأن الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل قد بدأت فعلا حتى من قبل أن يعلن مسئولون إيرانيون نية الرد على إسرائيل بضرب حيفا وتل أبيب.. سترك يارب!
خير الكلام:
ما فائدة الدنيا الواسعة إذا كان حذاؤك ضيقا!