الأخبار
طاهر قابيل
مشاغبات «الحضري»
اول سطر

كثرت قصص وحكايات بني إسرائيل بمصر وانعدمت من الاثار والمخطوطات انعداما يدعو للدهشة.. ونجح أصحاب القصص والحكايات في جعلها مرجعا تاريخيا..هذا ما توصل إليه الباحث عاطف عزت في كتابه الذي صدرت طبعته السابعة مارس الماضي مؤكدا أن فرعون من قوم سيدنا موسي.
لا تغضب صديقي »إيهاب الحضري»‬ فأنا أختلف معك قلبا وقالبا في وصفك الارض التي ولدنا فيها ونعيش عليها وسوف ندفن في ثراها بأنها »‬مصر الفرعونية» فأنا أحمل قناعة تامة بأن قصتي سيدنا يوسف ونبي الله موسي لم تحدثا علي أرضنا وأن فرعون من العماليق.. وقد اثلج صدري ما قاله العالم الاثري الكبير د. زاهي حواس في احتفالية توقيع كتابك »‬هدير الحجر» بالمجلس الاعلي للثقافة بأن لقب »‬فرعون» لم يأت في وصف أو من بين أسماء ملوك مصر القديمة علي مر التاريخ..ولا يعنيني بحق ما يردده المزورون بأنه مأخوذ من الكلمة المصرية »‬برعا» والتي تعني البيت الكبير.
بعيدا عن الخلاف والاختلاف فقد استمتعت بقراءة التفاصيل السرية لمعارك ومشاغبات إنقاذ الآثار التي ساقها »‬الحضري» في كتابه بعد أن قرأتها كلها الا قليلا منها في »‬اخبار الادب» منذ سنوات طويلة..ولقد شعرت بنرجسية »‬ايهاب» خاصة في الباب الاول عندما تحدث عن حكايات الامناء الاربعة للمجلس الاعلي للآثار.. الدكاتره الأفاضل، عبد الحليم نور الدين وعلي حسن وجاب الله علي جاب الله وزاهي حواس، وتحول الصدام والاختلاف في وجهات النظر إلي صداقة.. وقد أنقذني من توتري لخروجي بانطباع »‬النرجسية» ما كتبه »‬الحضري» في الغلاف الاخير للكتاب: »‬ربما تبدو الكتابة ذاتية ولكنها بالتأكيد ليست سيرة ذاتية».
لقد عشت خلال 222 صفحة من الكتاب مشاغبات »‬الحضري» الصحفية..وتنقلت بين آثارنا بداية من حريق »‬المسافر خانه» بالحسين، ذلك المكان الذي تولد فيه ابداعات الفنانين التشكيليين وما صحبه من تضليل وتناقض في اقوال وتصريحات المسئولين بوزارة الثقافة التي كانت مسئولة عن الآثار في ذلك الوقت وظهور الفتي المعجزة »‬ايمن عبد المنعم»..ومرورا بأحزان الكنيسة المعلقة وتأجيل افتتاحها 16 عاما للاسلوب الخاطئ في الترميم لواحدة من اقدم الكنائس في العالم.. ووصولا إلي الفرعون الذهبي توت عنخ آمون وما اطلق عليه »‬ايهاب الحضري» المومياوات بين العبث والعلم.
رغم اختلافي في القليل مما كتبه »‬ايهاب الحضري» واتفاقي مع الكثير مما كتبه »‬عاطف عزت» فإن الطريق طويل لننقي تاريخنا ونكتبه بايدينا ولا نفرح بالفاظ نشعر معها بالعظمة والتفرد ويراها غيرنا تجبرا وظلما.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف