جميل عفيفى
إسرائيل وإيران والملعب المحايد
يبدو أن ايران وإسرائيل اختارتا الأراضى السورية للمواجهة العسكرية بين الطرفين، بعد أن استطاعت ايران ان تطوق اسرائيل من خلال حزب الله فى ايران ودخولها الى الاراضى السورية، وأيضا وجودها فى العراق، وتدرك إسرائيل ذلك جيدا، وتضع مخططاتها لمنع الزحف والتمدد الايراني، وعدم السماح لها بتهديدها. والمعروف أن الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية، تعتمد على ادارة الصراع المسلح مع أى دولة أخرى بعيدا عن حدودها وذلك بسبب محدودية العمق الاستراتيجى للدولة، لذا فان المواجهة المحتملة مع ايران ستكون على الاراضى السورية فى ظل حالة الحرب التى يشنها الجيش السورى ضد جماعات الارهاب، فربما تضع اسرائيل استراتيجيتها أن التعامل سيكون أسهل مع الاهداف الايرانية فى ظل انشغال الجيش السوري، وأيضا لتنفيذ ضربات استباقية رادعة للقوات الايرانية الموجودة على الأرض لكبح جماح أى تطلعات ايرانية مستقبلية. وتريد ايران أن تظهر قوتها، وتوجه رسالة لاسرائيل بأنها تحاصرها من اتجاهات استراتيجية عدة، وأنها قادرة على الوصول الى العمق الاسرائيلى وقصفها بالصواريخ، إما من الاراضى السورية وإما عن طريق حزب الله الموالى لايران. الحقيقة ان ايران واسرائيل يمثلان تهديدا مباشرا لدول المنطقة بأسرها، فهناك اهداف وأطماع لاسرائيل حقيقية وما حدث بما يسمى ثورات الربيع العربى واستهلاك الجيوش العربية ومحاولة تفكيكها، هو فى المقام الاول مصلحة بالنسبة لاسرائيل، وايضا الجماعات الارهابية الموجودة على أراضى دول المنطقة، لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه اسرائيل ولكنها تطلقها فى وجه الجيوش العربية، وأيضا ايران استغلت ذلك الفراغ لتقوم بعملية التمدد، وتهديد دول الخليج، وايضا لا يعنيها إبقاء النظام فى سوريا، ولكن هدفها وجود اذرع لها، وللأسف الشديد إن الخاسر الاكبر هى دول المنطقة وبالأخص سوريا ولبنان.