الأهرام
اسامة الغزالى حرب
15 مايــو!
اليوم هو 15 مايو..! وغالبا فإن هذا التاريخ سوف يثير التساؤل لدى البعض من الأجيال الشابة، الذين يسمعون عن مدينة 15 مايو التى هى إحدى ضواحى القاهرة قرب المعادى وحلوان، وأيضا لدى شباب القاهرة الذين يعرفون جيدا بالطبع كوبرى 15 مايو الذى يمتد من حى المهندسين عابرا النيل إلى حى بولاق. ولكن حكاية هذا اليوم بالنسبة لجيلى، وقد عاصرته بكامل وعيى وانتباهى، تحمل مغزى ودرسا سياسيا عميقا لا أنساه، وتسجله بالطبع كتب تاريخ مصر المعاصر. يوم 15 مايو كان هو اليوم الذى حسم فيه أنور السادات الصراع على السلطة فى مصر لمصلحته بعد الوفاة المفاجئة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر مساء يوم 28 سبتمبر 1970. فوفقا للدستور المصرى فى ذلك الحين كان لابد من إجراء استفتاء على الرئاسة لاختيار خلف للزعيم الراحل، ولما كان أنور السادات هو الذى كان الرئيس عبد الناصر قد عينه نائبا له، فقد أجرى الاستفتاء العام فى 15 أكتوبر 1970 على اختياره رئيسا وأعلن فوزه بنسبة 90.4 % من أصوات الناخبين، ولكن لم يكن خافيا على الإطلاق عدم رضاء الرجال الأقوياء فى نظام الرئيس الراحل بأنور السادات الذين اعتبروا مجيئه مجرد لحظة عابرة (على صبرى نائب الرئيس، والفريق أول محمد فوزى وزير الدفاع، وشعراوى جمعة وزير الداخلية، ومحمد فائق وزير الإعلام، ود.لبيب شقير رئيس البرلمان، وسامى شرف سكرتير الرئيس للمعلومات). وشهدت الأشهر السبعة بين 15 أكتوبر 1970 و 15 مايو 1971 صراعا كلاسيكيا على السلطة بدت فيه المهارة السياسية للسادات وشخصيته المغامرة، انتهت فى 15 مايو 1970 بإزاحة خصومه جميعا فى ضربة واحدة، وإلقاء القبض عليهم بمعاونة قائد الحرس الجمهورى فى ذلك الوقت الفريق الليثى ناصف، وليعلن السادات ذلك اليوم عيدا لـ «ثورة التصحيح»، بالقضاء على «مراكز القوى». ولكن اختفت بعد ذلك مناسبة تلك الثورة ليتبقى منها اسم مدينة سكنية، وكوبرى!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف