ليس الخطر فقط فى أن سوريا باتت كمخزن مملوء بالمتفجرات ومعرض للانفجار فى أى لحظة مع أى خطأ فى الحساب، وإنما الخطر فى أن السوريين لا خيار لهم فيما يجرى على أراضيهم وهو ما دعا الرئيس السورى بشار الأسد إلى أن يحذر صراحة قبل أيام من خطورة تدحرج الموقف إلى صدام بين القوى الأجنبية فوق الأرض السورية.. هكذا أصبح الوضع مأساويا ومخيفا ومرعبا، فالصراعات والأزمات والمشكلات تفرض على السوريين فرضا والمعارك والحروب تقتحم أراضيهم من حيث لا تبغى سوريا ولا تريد!
وتسمع من يقول بأن احتمالات الصدام الأممى على الأرض السورية، سواء بين روسيا وأمريكا، أو بين إسرائيل وإيران ليست الاحتمال الأرجح وأن التجاذبات بين الأطراف المتصارعة مهما اتسع مداها فى العلن فإنها لا تزال فى نفس الحدود الآمنة على أرض الواقع.. ولكن على الجانب الآخر تسمع من يقول بأن إسرائيل ترى أن لديها فرصة لن تفرط فيها من أجل تحجيم التمدد الإيرانى فى المنطقة، خصوصا عند مناطق التماس المباشرة فى لبنان وسوريا تحديدا، ومن ثم فإن احتمالات الصدام تبقى واردة.
وما بين هذا الرأى ونقيضه ليس بمقدور أحد أن ينفى أن الساحة السورية لا تزال ملتهبة، وأن الخطر لا يتربص سوريا وحدها، وإنما يتهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها، خصوصا وأن المطامع باتت مكشوفة ومفضوحة ولا يقدر أحد على إخفائها.. ولكن يبقى فى النهاية عنصر مهم وإن بدا شاحبا فى زحمة اختلاط أوراق المشهد وأعنى به صمود الدولة السورية حتى الآن وقدرتها على استمرار التماسك وهو ما يرجح صحة التحليل الذى أنحاز إليه والقائل بأن الغليان المفاجيء الأخير بين إيران وإسرائيل هو ومض إشارات توحى بأننا على أعتاب المرحلة الأخيرة من صراع دولى وإقليمى شرس مازال معبأ بالمزيد من الاحتمالات والمفاجآت قبل إطلاق صافرة النهاية من الممسكين بأطراف وخيوط اللعبة الأممية بعد إدراك الجميع بحتمية الحل السياسى واستحالة الحسم العسكري!
خير الكلام:
<< من يعيش على الأمل لا يعرف المستحيل !