المصرى اليوم
زاهى حواس
السفير أحمد فاروق
لا أحد ينكر أن هناك سفراء يعملون خارج مصر ويستمرون أربع سنوات فى العمل بالدول العربية والأجنبية، وللأسف لا نسمع عنهم شيئا وكأنهم فى نزهة، بل لا يشاركون فى أى فعاليات من أجل مصر، بل هناك سفراء وأعرف منهم سفيراً لمصر فى دولة كبرى ترك إرثا ثقيلا من المشاكل، بعد أن عاش أربع سنوات فى هذا البلد ولم يقدم لبلده أى شىء!.
وعلى الجانب الآخر المضىء هناك سفراء فوق العادة قاموا بأعمال جليلة من أجل بلدهم، وللأسف هم قليلون بعد أن أحيل معظمهم إلى المعاش. إنهم سفراء سيظل التاريخ يذكرهم ويتحدث عنهم، أمثال السفير عبدالرؤوف الريدى، والسفير نبيل فهمى، وسامح شكرى، وأحمد أبوالغيط، ووجيه حنفى، وعمرو موسى، وأحمد ماهر، وناصر كامل، ومحمد العرابى، وأشرف راشد، وناصر حمدى، ونهاد عبداللطيف، وهناك غيرهم الكثير من السفراء العظام. وهنا أقدم سفيرا خدم بلده على أعلى مستوى، وتفانى فى أن يعمل من أجل تحسين صورة مصر فى كل مكان، وهو السفير أحمد فاروق، قنصل مصر العام فى نيويورك، فلم يحدث فى تاريخ الدبلوماسية المصرية أن خرج المهاجرون المصريون فى مظاهرات يطالبون سفيرا بألا يترك منصبه مثلما حدث مع أحمد فاروق!، وكان سبب ذلك الحب أنه شاركهم فى كل المناسبات، سواء الأفراح أو الأحزان، وكان رقم تليفونه مع كل مواطن مصرى فى أمريكا؛ لذلك فقد دخل قلوب كل المصريين، وكان يقف مع كل مصرى إذا واجهته مشكلة.

واستطاع أن يشترى قنصلية لمصر بجوار الأمم المتحدة، بعد أن كنا ندفع الكثير فى إيجار شهرى. وقد أجمع عليه كل المصريين، لأنه جمعهم على قلب واحد، وقد كان شخصية متواضعة، سريعا فى اتخاذ القرار، وكان يقول «إنه تعلم من المصريين المهاجرين» وكان يفتح القنصلية فى الإجازات لقضاء أى طلب لمصرى، وأذكر أن ذهبت إلى نيويورك، للاشتراك فى حملة لتشجيع السياحة، وذهبنا إلى حوالى خمس مدن أمريكية، وفى نيويورك وجدناه يستخدم كل الوسائل والاتصالات فى سبيل نجاح الليلة المصرية.

وقد ذهبت إلى صحيفة النيويورك تايمز لعمل لقاء صحفى بناء على طلب بعض الصحفيين، وقد ذهب معى السفير أحمد فاروق، وكانت مصر فى ذلك الوقت مستهدفة، وكانت الصحف تؤيد أى موضوع لمهاجمة مصر، وخلال اللقاء وجدت أحمد فاروق يتحدث بلباقة ولغة الإقناع فى الرد على كل الأسئلة التى كانت فى ذهن الصحفيين.. وفى لقاء آخر على العشاء مع مجموعة من الأمريكان يعملون فى مختلف التخصصات وجدنا أحدهم يهاجم مصر من خلال ما يقرؤه ويسمعه فى وسائل الإعلام، واستطاع أحمد فاروق وبلغة سهلة مقنعة أن يشرح ماذا حدث لمصر خلال حكم الإخوان، وكيف أنقذ الجيش المصرى البلاد، وكيف اختار المصريون الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات حرة.

ويبقى أن أهم ما قام به السفير أحمد فاروق هو عودة العديد من الآثار التى سرقت خلال عامى (2011 - 2012م)، وكان يوقف بيع العديد من القطع التى تظهر فى الأسواق، بل عثر على تاجر يبيع آثارا مصرية فى بدروم بمنهاتن، واستطاع أن يدخل السرداب ويعيد لمصر مئات من القطع الأثرية المسروقة.. أعتقد أنه واجب علينا أن نكتب عن الأشخاص الذين سجلوا بحب وتفان أعمالا من أجل بلدهم: والسفير أحمد فاروق نال وسام حب كل المصريين، ووجدت أن من واجبى أن أسجل هذا الحب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف