سمير شحاتة
القدس بين سينما الاستخفاف والاستغلال
مخطئ من ظن أن القرار الأمريكى «القدس عاصمة لإسرائيل» تحقق بمجئ ترامب، هو نتاج مشوار طويل قطعته إسرائيل منذ احتلالها القدس عام67، واستغلالها السينما أكثر وسائل الدعاية تأثيرا بالساحة الدولية، لقلب الحقائق وتحويل الجانى إلى ضحية، وإظهار «الفلسطينى والعربي» همجيا وإرهابيا.
تناول السينمائيون العرب قضية القدس بسطحية شديدة، كحرق قطعة قماش «علم إسرائيل» لاستجداء صيحات الجمهور مثل «صعيدى فى الجامعة الامريكية»، واستخدام شعارات لدغدغة العواطف «السفارة فى العمارة»، وتحويل شعبان عبدالرحيم إلى مطرب العصر بأغنية ساذجة «باكره إسرائيل»، وأفلام عربية لاتجد رواجا دوليا مثل الفيلم الفرنسى الجزائرى «فلسطين»، وحتى «الجنة الآن» لهانى أبوأسعد الفائز بالجولدن جلوب يراه البعض تمجيدا للعمليات الانتحارية، وأكد المخرج رشيد مشهراوى أن أغلب الأفلام الفلسطينية غير قادرة على مخاطبة العالم.
أجادت إسرائيل مخاطبة العالم سينمائيا بالإنتاج المشترك مع أمريكا وفرنسا والمانيا وبلجيكا، وأنتجت بالسبعينيات أضعاف ما أنتجته بكل تاريخها، استغلت السينما فى تثبيت صورة الأرض الجديدة مثل «أرض اللبن والعسل» للإسرائيلى ناثان جاريف، وإشهار سلاح الكراهية ضد العرب والمنظمات الفلسطينية والتعاطف مع اليهود كالفيلم الألمانى «دافيد» الفائز بجائزة برلين، ومجدت انجريد برجمان جولدا مائير بتجسيد شخصيتها بفيلم «امرأة تدعى جولدا»، وأنتجت «حركة إنقاذ القدس اليهودية» المتطرفة فيلما يروج لطرد 200ألف فلسطينى من القدس الشرقية المحتلة، ودعت لسحب الهوية الزرقاء من سكانها التى تعطيهم حق الانتخاب، حتى لايتولى فلسطينى منصب رئيس بلدية القدس مستقبلا! أنهم يقتلون الأبرياء، ويهدمون البيوت، ويحتلون قدسنا، وبنفس الوقت يصنعون الأفلام ويعزفون الموسيقى ويغنون.. والعرب غائبون!.