الأهرام
د. ابراهيم البهى
نكبة جديدة على الفلسطينين
سيذكر التاريخ أن يوم الاثنين 14 مايو عام 2018 كان هو الأسوأ فى حياة العرب والفلسطينيين، فى هذا اليوم نقلت أمريكا سفارتها من تل أبيب إلى القدس على مرأى ومسمع من العالم كله، للأسف لم يحرك قادة العالم ساكناً. لم نجد سوى بيانات هزيلة وإدانات لا فائدة منها، أين حكام العالم أمام هذه المهزلة؟ أين دعاة الشرعية الدولية وحقوق الإنسان من المجزرة التى تمت بأيدى قوات الاحتلال بالقدس بقتلهم ما يقرب من 100 شاب وطفل فلسطينى فى اليوم الأول لتنفيذ قرار ترامب الأسود بنقل سفارة بلاده إلى القدس؟ ما حدث بالقدس أول أمس هو خرق واضح وصريح للأعراف والقوانين الدولية, والأسوأ هو اختيارهم يوم نكبة الشعب الفلسطينى الذى كان يوم 15 مايو عام 1967 ليكون نكبة جديدة ليس على الفلسطينيين فحسب بل على العالم العربى والإسلامى، بقرار ترامب لم تعد أمريكا راعية ولا وسيطا للسلام كما كانوا يدعون ويكذبون علينا طوال السنوات الماضية. اعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيونى أكثر بكثير من خطورة وعد بلفور الذى دعا لإنشاء دولة إسرائيل منذ مائة عام. بقرار أمريكا تكون القدس قد أصبحت عاصمة لدولة إسرائيل كما وعد ونفذ ناسف السلام وناشر الفوضى فى المنطقة العربية والعالم ترامب، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن، أين العرب الآن بعد قرار الأمريكان؟ وكيف يكون التعاون بيننا وبينهم مستقبلاً؟ هل بمقدور العرب أن يتخذوا من القرارات ما يجعل الأمريكان يضعون الدول العربية فى حساباتهم فى المرحلة المقبلة؟ لا أعتقد أننا نملك من القرارات ما يجعلهم يضعونا فى حساباتهم، وإلا لما كانوا قد فعلوا فعلتهم أول أمس بالقدس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف