لا يتوقف قطار التطوير والإبداع فى اليابان فى أى مجال حتى عامل جمع القمامة الذى له احترام كبير هناك. يفكر ليل نهار فى كيفية تطوير عمله ويقدم لرؤسائه تقريرا يوميا عن الأداء وماهى الإيجابيات والسلبيات وطرق تطوير العمل .
وإذا كان قطاع السكك الحديدية فى اليابان قد شهد تطورا مذهلا خلال السنوات الأخيرة،حيث أسست الدولة اليابانية ـ فى البداية السكك الحديدية وإداراتها لصالح المواطنين ، ولكن فى عام 1978 وصلت ديونها لإكثر من واحد تريليون ين ، ولذلك ،أسس شركات خاصة وأسندت إليها إدارة وتطوير السكك الحديدية تحت أشراف وسيطرة الدولة .. بمعنى أنه لايمكن رفع تذكرة المترو أو الباصات أو التاكسيات ــ رغم أنها شركات خاصة إلا بعد التفاوض والتشاور مع الحكومة ، وفى النهاية الحكومة هى من يقرر فى ضوء المواءمات الاقتصادية والاجتماعية و«الانتخابية». وتشهد شبكة مترو اليابان خاصة العاصمة طوكيو كل يوم جديدا ـ تطويرا فى ماكينات بيع التذاكر حيث تضع الفلوس فى الماكينة وتضغط على المحطة التى تريد أن تذهب اليها أو القيمة المادية التى تريد أن تشترى بها التذكرة، ثم ماكينات الدخول التى تتطور بصورة مذهلة كل عدة أشهر... وإذا غيرت اكثر من خط مترو أو اشتريت تذكرة بـ 5 جنيهات على سبيل المثال، وكانت القيمة أكبر من ذلك، فإن هناك ماكينة جديدة تم اختراعها تضع فيها تذكرتك فتقول لك فارق المبلغ الذى يجب أن تدفعه فتضع المبلغ وتخرج لك تذكرة جديدة تضعها فى الماكينة وتخرج.. وعندما ذهبت إلى اليابان لاول مرة فى عام 1990 كانت قيمة المحطات التسع الأولى نحو 140«ين» عملة اليابان وهو ماكان يساوى فى هذا الوقت نحو 6 جنيهات، أصبحت الآن من 160 الى 200ين أو مايساوى حاليا نحو 26 جنيها.. أى أنه تم زيادة 60 ين ـ خلال نحو 29عاما ـ الـ 100ين تساوى حاليا 16.5جنيه ولن أتحدث عن نظافة القطارات ومحطات المترو فى اليابان لأن النظافة ـ كما قلت من قبل ـ حالة مرضية لدى اليابانيين إذ لا يمكن أن تتخيل أو تتصور مدى نظافة هذه البلاد ان لم تشاهد ذلك بأم عينيك، ورغم الزحام الرهيب فى خطوط المترو فى اليابان خاصة فى أوقات الذروة، فإنه من النادر أن «يدوس» على قدمك ـ راكب آخر، أو أن تحدث سرقة والكل يحترم الآخر، ويحترم القطار ولا يمكن أن يكتب اسمه أو للذكرى أو «بحبك ياندى» داخل القطار.. والمدهش أنه وسط زحام القطار تجد معظم الركاب الواقفين يقرأون إما مجلة أو جريدة تم ثنيها عدة مرات على المقالة التى يريد أن يقرأها!.