الجمهورية
مرعي يونس
أضواء كاشفة .. الصراع علي المنطقة العربية

لا جديد في التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل. معركة محدودة وقعت فجر الخميس الماضي وانتهت.. لم يكن هناك أي مفاجأة في قيام إيران بإطلاق عدد من الصواريخ تجاه مواقع إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة حفاظاً علي ماء الوجه بعد أن استهدفت القوات الإسرائيلية بالصواريخ والطيران قواعدها مرات عديدة كالعادة ردت إسرائيل علي الصواريخ الإيرانية بهجمات صاروخية وجوية كثيفة وأعلنت انتصارها.
الجديد هو ما خرجت به الصحف البريطانية بعد ذلك بضرورة وجود تفاهمات إيرانية ـ إسرائيلية في سوريا. وأيضاً النداء الذي وجهه ليبرمان وزير الحرب الإسرائيلي للرئيس الأسد بطرد الإيرانيين إذا هو أراد البقاء في السلطة لكن المدهش أكثر من كل هذا هو موقف روسيا التي لبت طلب رئيس الوزراء نتنياهو بعدم نقل صواريخ "إس 300" لسوريا وعرضها الوساطة بين إيران وإسرائيل.. أين روسيا وهل هي وسيط أم حليف.
ترتكب إيران خطأ استراتيجياً فادحاً أن هي اعتمدت علي الحليف الروسي وتخطئ أكثر إذا هي لعبت بالنار فإسرائيل ليست تلك المساحة الجغرافية المحدودة التي لا عمق لها ولا ارتكاز ـ كما تقول إيران ـ إسرائيل هي التي تقود أمريكا في هذه المنطقة المسماة بالشرق الأوسط وكل ما تفعله أمريكا هو من أجل عيون إسرائيل وما ينبغي أن تدركه طهران هو أن كل ما يجري في المنطقة العربية مبني علي القوة الأمريكية وأمريكا تعمل في هذه المنطقة دون أن يكبلها أحد أو يكون بمقدوره ذلك وأمريكا تقدم نفسها علي أنها المعني الأول بكل بلد استخدمت شماعة مكافحة الإرهاب لنشر الفوضي في المنطقة وهي تعيد شكلاً جديداً للاستعمار البريطاني والفرنسي مع الفارق وقام الاستعمار الجديد يخرب ويهدم المدن من الداخل وينهب ثروات الشعوب.. في حين كان الاستعمار القديم يقوم بإنشاء المشروعات التي تفيد الشعوب.
إضافة إلي ذلك تقول التقارير إن ترامب قاده لإيران ويمتلك خططاً لقصف المنشآت النووية الإيرانية.
إن إيران قد تخطئ بدعم جانب من الرأي العام العربي لكنها تخطئ أن هي تدخلت في الشئون الداخلية العربية لأن من شأن ذلك أن يدفع العرب إلي الارتماء في أحضان الأعداء ويخطئ العرب إذا اتخذوا من إسرائيل حليفاً ضد إيران.
الأمر الذي لاشك فيه أن إيران وإسرائيل تتصارعان علي المنطقة العربية إيران تريد أن يكون لها دور في تحديد مسار سوريا وتريد نفوذاً بين الشيعة العرب أما إسرائيل فهي الخطر الأكبر الداهم علي المنطقة لأن إسرائيل تريد الهيمنة وأن تكون من النيل إلي الفرات.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف