الأهرام
ريهام مازن
من قلبي: عبادة أم مسلسلات؟
يشهد شهر رمضان هذا العام منافسة شرسة بين أكثر من 26 عملا دراميا.. منافسة قوية بين نجوم الصف الأول على رأسهم الزعيم عادل إمام والفنانة يسرا ويحيى الفخراني، والشباب محمد رمضان وأحمد عز وأمير كرارة وياسر جلال وظافر العابدين وباسل الخياط، والبطولة النسائية لمى عز الدين ونيللى كريم وروبى وزينة، لكن السؤال: هل الشهر الفضيل عبادة وعمل أم مسلسلات؟
لن أنسى ما ربَّانا عليه والدي رحمة الله عليه، لواء مهندس محمد عبد النعيم مازن، فحين يأتي شهر رمضان الكريم كان يقول، نعمل ثم نعمل ثم نعبد الله ونتعبَّد للخالق في جميع الأوقات التي ننتهي فيها من أداء واجباتنا سواء المدرسية أو واجباتنا تجاه مهنتنا وعملنا، فالعمل عبادة وهذا ما سنثاب عليه أمام الله، فأحسن تنشئتنا.

ويحضرني في ذاكرتي أيضاً ما قاله الدكتور مصطفى محمود وأنا طفلة، في برنامج (العلم والإيمان) البرنامج المستنير الذي كان يقدمه الراحل العظيم حين قال: كانت والدتي إذا جاء رمضان تدير التليفزيون إلى جهة الحائط، وتخلع منه سلك الكهرباء ولا يتم تشغيله مرة ثانية إلا بعد شهر رمضان، وكنت أنا واخوتي في شغف شديد لمشاهدة برنامج فوازير رمضان، فكنا نتوسل إليها بأن تشغله لنا فقط للفوازير، ثم بعد ذلك تغلقه، وعندما نطلب منها ذلك تنهرنا بشدة، وكانت تقول: شهر رمضان للعبادة مش للفوازير.

كُنا في بيت والدي أوفر حظاً من الدكتور مصطفى محمود، فكان والدي يمنحنا فقط حق مشاهدة الفوازير بعد الإفطار، وبعد الفوازير كان يحين وقت التراويح، فيُغلَق التليفزيون ولا يُفتح إلا مع إعداد وجبة السحور لمشاهدة فقرة المسحراتي التي كان يقدمها الفنان المتميز سيد مكاوي.. ثم يُغلق التليفزيون نهائياً حتى موعد فزورة اليوم التالي.. وهكذا الحال كل عام حتى نهاية شهر رمضان الكريم.

كلما يأتي شهر رمضان، يتبادر إلى ذهني سؤال مُلِّح لا أجد إجابة له، لماذا لا نعطي لشهر رمضان الكريم حقه؟، كنت أتمنى أن تمنع الجهات المسئولة في عالمنا العربي عرض المسلسلات في شهر رمضان، فبعضها مع الأسف، يسيء إلى هذا الشهر بل وللمجتمع المسلم، سواء بالملابس التي معظمها يكون خارجاً في أغلب المسلسلات، إضافة إلى المشاهد الخادشة للحياء ولا تتناسب مع جلال الشهر الكريم.

من قلبي: بالرغم من أنني أعترض في كثير من الأحيان، على عرض تلك المشاهد على الجمهور نظراً لأنها تخدش حياء الأسرة المصرية بأكملها، لكنني لا أمانع فى عرضها في غير الشهر الكريم.. رمضان شهر واحد في السنة، لذا نتمنى أن نتقَّرب فيه إلى الله عز وجل، ويكفينا ما يلهينا طوال العام عن الله سبحانه وتعالى.

من كل قلبي: لا يخفى على كل مسلم ما لرمضان من مكانة في القلوب، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر كله هبات وعطايا ومنن من الحق سبحانه وتعالى.. ويقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: بسم الله الرحمن الرحيم: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". صدق الله العظيم. الآية 185 سورة البقرة.

اللهم بلغنا رمضان وأعتق رقابنا من النار يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف