الجمهورية
أحمد زهران
رأي حر.. الاحتراف والاغتراف.. ومعونة الشتاء

لا شك في أن فتح الباب أمام الأندية للتعاقد مع لاعبين أجانب أمر طبيعي في عالم الاحتراف حيث ساهم في رفع المستوي بالعديد من الأندية المصرية وفي مقدمتهم الأهلي والزمالك... ولطالما لعب الأجانب دورا مؤثرا في حسم العديد من الألقاب للأهلي.
لكن مع وصول عالم الاحتراف المصري إلي مرحلة معقولة من النضج بعد أكثر من ربع قرن علي بدء تطبيق الاحتراف يجعلنا أمام ضرورة ملحة لوضع نموذج جيد للاحتراف يتناسب مع طبيعتنا وإمكانياتنا المالية وظروف وطننا خاصة فيما يتعلق بحاجة بلدنا إلي كل سنت من العملات الصعبة.
في معظم دول العالم التي سبقتنا إلي عالم الاحتراف بل إن بعضها دخل بعدنا في هذه المنظومة . وضعت هذه البلدان نماذج متعارف عليها تحدد شروطا مهمة وصارمة لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من عالم الاحتراف مثل تحديد نسبة المشاركات الدولية لأي لاعب كشرط للتعاقد معه أو تحديد حد معين للسعر يتناسب مع إمكانيات الدولية.. وحديثا . فاجأت الصين العالم كله بالبذخ والإفراط الهائل في سوق الانتقالات وأنفقت مليارات الدولارات علي تدعيم صفوف أنديتها بمجموعة من أبرز اللاعبين خاصة من نجوم السامبا وجلبت العديد من اللاعبين الذين صالوا وجالوا في الأندية الأوروبية ولكنهم خضعوا لإغراءات الأندية الصينية وليس أدل علي هذا من البرازيلي أوسكار الذي ترك تشيلسي الإنجليزي والأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي ترك ناديه العريق بوكا جونيورز الأرجنتيني لينتقل إلي الدوري الصيني في صفقة قياسية تقاضي من خلالها راتبا خياليا.
لكن المسئولين عن الدوري الصيني وعوا سريعا الدرس وأدركوا أن هذه الصفقات القياسية قد لا تحقق الاستفادة المثالية وتدخلت الدولة لمنع إهدار المال العام "وخاصة الدولار" رغم الاحتياطي الخرافي للصين من الدولار الأمريكي وبدأت الدولة في فرض ضريبة بنسبة 100 بالمائة علي كل صفقة يبرمها أي ناد تتجاوز 7 ملايين دولار.
والآن . أعتقد أنه آن الأوان لوضع حد من قبل المسئولين عن الاحتراف في بلدنا أو أن تتدخل الدولة لإيقاف نزيف الدولار في عالم الرياضة وكم اللاعبين الذين حضروا إلي القاهرة وتقاضت أنديتهم ملايين الدولارات علي مدار السنوات الأخيرة لكن الاستفادة منهم كانت تحت الصفر.
الأهلي بالطبع هو زعيم الأندية في عالم الميركاتو . ولكنه أيضا كان من أكثر الأندية التي أنفقت الملايين علي لاعبين أجانب لم يلمسوا الكرة إلا مرات معدودة أو مدربين لم يتركوا أي بصمة.. وإذا كان وغيره من الأندية لا يدركون أهمية هذه العملة الصعبة الضائعة فعلي الدولة أن تتدخل لإيقاف هذا من خلال وضع شروط ومعايير معينة للاعبين الأجانب الوافدين إلي مصر أو فرض ضريبة كبيرة تحجم الأندية عن الإنفاق ببذخ في سوق الانتقالات الذي تحول إلي "اغتراف" علي أن توجه عائداتها إلي مستشفيات القلب والكلي والعلاج من السرطان وغيرها من المشروعات الخيرية مثلما كان الطالب في المدرسة أو في الجامعة قبل سنوات يدفع ثمن كوبونات معونة الشتاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف