التحرير
أشرف السويسى
«كلام جرايد».. العنب والقنب
عاد رجل هندى إلى عائلته بعد غياب دام 40 عاما، وذلك بفضل انتشار تسجيل مصور له على موقع "يوتيوب"، وهو يغنى أغنية شهيرة كان مشهورًا بها قبل الاختفاء، ويبدو أنهم تتبعوا الخيط وبحثوا عنه، والفضل لله أولا ثم للتكنولوجى أو تحديدا للسوشيال ميديا، وتحديدا بدقة أشد لليوتيوب، وحتى وصلوا إليه وعرفوا مكانه والتأم الشمل - كما ذكرت صحيفة أخبار اليوم- اجتمع الرجل مع أفراد عائلته بمدينة إمبال الهندية، والتى كان قد تركها عام 1978 بعد الانفصال عن زوجته..
ولما أن الدنيا تحتوى على عجائب كثيرة، فإن الهنود فاجئونا فى الدراما بالسينما والتليفزيون بخيال سردى وكمية صدف ميلودرامية تفوق حد القدرة على الاحتمال لمن لا يحبها، وتمتع من يتفاعل معها ويحبها، ولأن الخبر لم يحتوِ تفاصيل كافية لفهم وتفسير بعض الأشياء، ومن ضمنها أن المعجزة ليست فى عودة الرجل بعد 40 عاما، ولكن فى أنه لم يعد خلال هذه المدة مع توافر نفس التكنولوجى منذ عدة أعوام، ولكن ليس فى الدراما فقط، فى الحياة أيضا لم يتخلَّ الهنود عن إدهاشنا باللا منطق والميلودراما الحياتية الفاقعة.
ونبقى هذه المرة مع شىء آخر هندى اسمًا ولقبًا وشهرة، مع واقعة تمت فى كندا -كما ذكرت صحيفة الشروق- ولكن مع القنب الهندى، وهو لمن لا يعلم ثمرة الحشيش على عيدانها بالغيط (الحقل فى رواية أخرى)، فقد تجمع مئات الشباب فى كبرى المدن الكندية بمناسبة يوم عيد ميلاد القنب الهندى للمطالبة بالاستخدام الحر لهذا المخدر، وأشعل المتظاهرون سجائر محشوة بهذا الحشيش وهو ما نسميه عندنا (زغروف أو جوان أو صاروخ) علنا فى الشوارع، مطالبين بالاستخدام العادل وهو غير الاستخدام العادل فى مصر عند شركات النت، الذى لا يتحقق نهائيا.
المهم أن البرلمان الكندى سيجتمع قريبا لمناقشة هذا المشروع، لذا كان الشباب حريصًا على الاستفادة من اللحظة، ولكنهم فى مجتمعات مفتوحة تمكن مواطنوها من التعبير عن طلبات ورغبات حتى ولو كانت غير أخلاقية، ولما أن القنب الهندى (الحشيش) انتشر هناك وأصبح واقعا لا يمكن تجاهله، ولما أنهم مجتمع متصالح مع نفسه قرروا تقنين القنب بدلا من ممارسة تدخينه فى الخفاء، وتعديل القانون من أجل ذلك، وذلك لتوفير نفقات مباحث المكافحة "الحماية" وضياع ثروة فى التهريب، ومكافحة زراعته إن وجدت وتوفر للدولة فى ذات الوقت ضرائب ورسوما.
وقديما قالت الأغنية المصرية الشعبية بصوت المجموعة بعنوان (على بياعين العنب) والتى رقصت عليها بعض فرق الفنون الشعبية وتقول كلماتها: العنب عنبى.. والقنب قنبى.. وانت يا شلبى يا بتاع العنب.. وعلى بياعين العنب.. الغريب أن المصريين سمعوها كثيرا ولم يتوقف أحد عند معنى القنب، ربما لأنهم لم يفهموها.. والذى ينطق باللهجة الفلاحى المميزة (الجنب) بكسر الجيم وفتح النون، وذلك معناه أنهم فى هذه الفترة التى تسبق الأغنية بعشرات السنين، كان هناك اعتراف شعبى بالقنب وزراعته فى الحقول علنا فى غيطان العنب، والأصعب أن مؤلف الأغنية ومؤديها من الكورال يعترفون بحيازته كميات كبيرة تتجاوز الاستعمال الشخصى، وتتخطى تجارة التجزئة إلى تجارة الجملة دون خوف أو وجل من العقوبة.






تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف