مرسى عطا الله
كل يوم .. مسيرات العودة وعملاء إسرائيل!
يقينا فإن مسيرات العودة الفلسطينية التى مازالت مستمرة فإنها وبرغم الثمن الباهظ من عشرات الشهداء وآلاف الجرحى حققت زخما سياسيا واسعا وعميقا للقضية الفلسطينية.
ويحسب للقائمين على تنظيم هذه المسيرات نجاحهم حتى الآن فى الإفلات من شباك المصيدة الإسرائيلية التى تتمنى استدراجهم إلى الصدام المسلح فيسهل لإسرائيل إعادة استخدام ادعاءات الإرهاب والعنف وبما يسحب التعاطف الدولى الواسع الذى برز بوضوح فى التعاطى السياسى والإعلامى استنكارا لفجاجة استخدام القوة من جانب إسرائيل ضد متظاهرين سلميين يرفعون شعارات المطالبة بتنفيذ مقررات الشرعية الدولية المجمدة على مدى 70 عاما.
لقد خرج الفلسطينيون لمواجهة حزمة أخطار تهدد بتصفية قضيتهم تصفية نهائية بعيدا عن التفعيل الواجب لمقررات الشرعية الدولية خصوصا بعد إصرار الإدارة الأمريكية على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس فى تحد سافر للقانون الدولى وإرادة الرأى العام العالمى وهذا الخروج السلمى حق مشروع لم يجادل فيه أحد سوى أمريكا وإسرائيل ولكن الخوف كل الخوف أن يندس المتطرفون من جواسيس وعملاء إسرائيل داخل الصف الفلسطينى لتشويه المشهد اعتمادا على أن الزحف الفلسطينى نحو السياج الحدودى تبدو فيه روح الإقدام أكثر من ضرورات التخطيط وتتجلى فيه عناوين الشجاعة بأرجح من متطلبات التنظيم.
وظنى أنه لن يغيب عن الفلسطينيين ضرورات التزام الحساب الدقيق الذى يمكنهم من مواصلة الاحتجاج السلمى المشروع فى مواجهة عدو متربص يملك خططا متدرجة للمواجهة وينتظر أى انفلات فلسطينى لانتقام شامل يطفئ به نيران العواطف والمشاعر الوطنية الجياشة للفلسطينيين وما ترتب عليها من زهو وكبرياء لاتريده إسرائيل ولا تتمناه أمريكا فى هذه المرحلة بالذات.. نصيحة مخلصة أوجهها لأشقائنا الفلسطينيين لفتح عيونهم جيدا ومنع تسلل العملاء للمسيرات لأن التحفز واضح والتحركات مكشوفة واللعبة معقدة جدا ــ عربيا وإقليميا ودوليا ــ بسبب اختلاط المصالح والعقائد والأفكار!
خير الكلام:
<< رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار!