صالح ابراهيم
رمضان وزيراً لمالية الأسرة
** يأتي شهر رمضان المبارك بنفحاته هذا العام.. وسط تداعيات دائمة تتعلق بتدبير مستلزمات وسلع الشهر الكريم.. وتوفير مخزون كاف للاستهلاك.. حتي ما بعد احتياجات عيد الفطر التي تتراوح بين الملابس الجديدة ووجبات الغداء وتدابير نزهات العيد.. وما يتصل بها من نفقات أخري.. كالعيدية واسعاد الأطفال والتداعيات تشارك فيها الحكومة باجتماعات واتفاقات وقرارات لتدبير السلع من المنبع.. وتواجد نوعياتها ما أمكن.. مع الأخذ بالاعتبار تدبير الأموال اللازمة للاستيراد.. وما تفرضه من ضغط علي أسعار العملات الصعب ة وكذلك امكانيات المواطن وبالأخص صاحب الأسرة.. أو ولي أمرها.. فهو شهر كريم.. يحتاج الأمر إلي أكثر من جلسة مع ست البيت لوضع الأولويات.. وخطة اجتياز الصعوبات.. وإذا كانت الحكومة تلجأ للقروض والضرائب وتعتمد السعر المناسب شهرياً للدولار الجمركي.. وتسعي لاقناع التجار بتلبية الاحتياجات الرمضانية.. من السلع المحلية والابتعاد ما أمكن عن الاستفزاز.. فإن هناك مصدر مهم لتواجد ياميش ومكسرات رمضان مع الأبناء والأقارب القادمين في موسم الإجازات.. ويدركون الأبعاد النفسية لدي الصغار والكبار من تواجد دورق الخشاف.. مثلجاً.. علي مأدبة إفطار الأسرة.
** أما المشاورات التي فرضها طوفان الغلاء.. والتضخم رغم تراجعه.. فتعتمد المفاوضات بين الأب والأم.. غالباً علي السلع الي يمكن خفض كمياتها أو الاستغناء عنها.. والتقاليد والسلوكيات المستقرة منذ زمن بعيد.. وما يمكن العبور عليها.. وبالطبع فإن معظم الأسر المصرية حتي ذات الدخول فوق المتوسطة.. فهي طرف في معادلة الترشيد الإجباري مع مقدم العام.. وتتولي سيدة المنزل.. منصب وزير المالية بجدارة وتستعين بقراراته الحاسمة.. حتي وان حملت لأفرادها بعض المفاجآت السارة.. مثل الاحتفاظ في مكان آمن بكميات من الياميش والقمر الدين "من رمضان الماضي".. أو نجاحها في إبرام جمعية للتكافل المالي.. مع الجيران أو الأقارب أو زملاء العمل.. تتيح لهم الحصول علي مبلغ معقول من المال.. لنفقات رمضان.. يتم تسديدها خلال شهور محددة.. وربما كان لرب الأسرة العامل بالحكومة والقطاع العام.. وبعض القطاع فرصة للكشف عن منحة رمضان والعيد القادمة في وقتها.. ومهما كانت قليلة.. فهي بالترشيد واختصار التفاصيل يمكنها المساهمة في التدبير.. والمضي بسفينة الشهر الكريم إلي شاطئ اتمام المناسك والواجبات.. والالتزام بتعاليم الصوم وترويض النفس والجسم علي مزايا الصبر والتأمل وأداء الصلوات في موعدها والالتفاف بشكل خاص وحاسم إلي تعاليم الدين الحنيف التي ترفض التبذير.. والإسراف.. وتضع المبذرين مع إخوان الشياطين.. رغم أن الشياطين يحبسون بالسلاسل في رمضان.. والذين ينصتون باهتمام وفهم لدروس العصر والعشاء.. وما تحفل به مائدة الفكر والتربية الإسلامية الصحيحة في رمضان.. يكتشفون بسهولة.. أن أمامهم فرصة ذهبية لنيل رضا الضيف الكريم.. الذي يرفض كل مظاهر الإسراف والتزيد في كميات الطبيخ والحلوي والفاكهة.. وجميع المأكولات.. حيث يرتوي الصائم ساعة الإفطار بقليل من اللبن بالتمر.. أو الماء البارد لإطفاء عرق الحر.. مع توقع مناخ العيد.
** وهناك نقطة مهمة.. ينبه إليها رمضان لو استفدنا بفضله.. وزيرا للمالية أو لاقتصاد الأسرة حيث تنبهنا قاعدة الصوم.. بالامتناع عن الطعام من أذان الفجر حتي أذان المغرب يومياً.. إلي اختصار وجبة من وجبات الطعام الثلاث.. يضاف إليها التدقيق من ربة المنزل باحتياجات أفرادها علي مائدة السحور أو الإفطار.. واختصارها حسب ما تتوقع تناوله بالكامل أو تعتمد الوسائل العلمية للحفاظ علي باقي الكميات.. لتقديمها في اليوم التالي بقليل من الاضافات.. وكذلك أن تكون وجبة السحور خفيفة.. وهنا تبرز النصيحة للتوفير بعمل الزبادي بالمنزل.. وكذلك تدميس الفول.. وبالنسبة لرب الأسرة.. لعلها فرصة ثمينة للإقلاع عن التدخين.. وتوفير فاتورة الدخان الملتهبة.. لانفاقها في رحلة الاستمتاع بالعيد.. وزيارة أحد المعالم السياحية أو الشواطئ خلال الإجازة.. ولا ننسي الدور الإيجابي لنهر الخير المتدفق.. بالنسبة للتوسع في موائد الرحمن التي تستضيف مئات الآلاف أو الملايين.. من العابرين ساعة الإفطار.. والتقليد الجميل للشباب بالمرور علي المتواجدين خارج منازلهم.. ساعة الإفطار وتقديم وجبات سريعة.. تساعدهم علي الصمود بالسحور.. وتعالوا في النهاية نحيي تقليد القرية المصرية القديم.. الإفطار علي باب المنزل.. لاستضافة العابرين.. رمضان شهر كريم.. يعكس الخير الموجود في الأمة.. حتي يوم القيامة.. وتعليماته كوزير مالية للأسرة صائبة وصادقة ومفيدة.. ولا تحتاج إلي روشتة اعتماد من مصادر التمويل.