الجمهورية
خالد صلاح الدين
الإعلام .. والحقائق الغائبة
في معظم حوارات الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه الي ضرورة قيام الاعلام بدوره في ايضاح الحقائق للمواطنين.. وفي كل مرة يطالب الاعلام بأن يقوم بدوره الايجابي في تبصير المواطنين بالاسباب الحقيقة لاتخاذ العديد من القرارات والدافع وراء كل قرار.. ونحن نتفق مع الرئيس في ذلك فالاعلام يجب ان يساهم في تنمية المجتمع وتبصير المواطنين بالحقائق .. وكيفية عمل كل وزارة.. وكيفية اتخاذ القرارات المختلفة والهدف منها.. ولكن الاعلام حتي يؤدي دوره يحتاج الي المعلومات .. ومعظم الوزارات تفرض تعتيما اعلاميا يعوق عمل الصحفيين والاعلامين..
ولنأخذ ماحدث في زيادة اسعار تذاكر المترو مؤخرا مثالا لذلك.. فوزارة النقل وادارة المترو لم تلجأ الي الاعلام لتوضيح اسباب اتخاذها القرار برفع الاسعار الا بعد ان حدثت الاعتراضات من المواطنين عقب تنفيذ القرار.. وهنا عرفت اداراة المترو ووزارة النقل اهمية الاعلام والدور الذي يمكن ان يقوم به..
وشهدنا تغطية في الصحف والفضائيات المختلفة لتصريحات المسئولين عن اسباب اتخاذ هذا القرار..
وهو مايدفعنا الي التساؤل لماذا لم تقم الوزارة وهيئة مترو الانفاق قبل اعلان زيادة الاسعار بدعوة رموز الاعلام مع مندوبي وزارة النقل لايضاح الصورة.. وشرح عمليات الاحلال والتجديد المطلوبة وتكلفتها والخسائر التي يتكبدها هذا المرفق العام الذي ينقل حوالي 3 ملايين راكب يوميا.. وحاجة المنظومة لعمليات احلال وتجديد لاستمرار الخدمة تتكلف مليارات الجنيهات وهو السبب الحقيقي لزيادة اسعار التذاكر.. وكان الاعلام سيقوم بدوره وتوضيح الحقائق للمواطنين.. بدلا من سياسة الصدمة التي اتبعتها ادارة المترو.. والتي تسببت في اعتراض عدد من المواطنين علي زيادة اسعار التذاكر.. ان الاعلام في كثير من الاحيان مظلوم لانه لم تتح له جهات اتخاذ القرار الفرصة للقيام بعمله. ولم تمكنه من الوقوف علي حقائق الامور ليقوم بدوره كشريك اساسي في المسئولية عليه عبء ايضاح الحقائق ونقل صورة حقيقة لما يتم علي ارض الواقع.. ان السنوات الاربع الماضية شهدت العديد والعديد من المشروعات التنموية الكبري التي سينعكس اثارها علي حياة المواطنين بالايجاب خلال السنوات القليلة القادمة عندما تبدأ هذه المشروعات العملاقة في تحقيق عائدات يشعر بها جموع المواطنين.. ان هذه السنوات الاربع شهدت مجهودا سيسجل في التاريخ.. ففي الوقت الذي كنا نحارب فيه الارهاب ومازلنا من خلال العملية سيناء 2018 نحارب الارهاب لنقضي عليه ونطهر ارضنا من دنس هؤلاء الارهابيين الخونة .. كانت الدولة تسير في طريقها للتنمية من خلال آلاف المشاريع الجديدة التي تسعي من خلالها لتوفير فرص عيش كريمة لكل مواطن.. وهذا كله يحتاج من الاعلام ان يلقي الضوء عليه لاشاعة روح الامل ومواجهة الاحباط الذي تحاول قوي الشر ان تشيعه فينا..
ومن هنا فأننا نتطلع الي ان تعيد كل وزارة او هيئة تفكيرها من جديد في كيفية تعاملها مع الاعلام.. وكيفية اتاحة الفرصة امام الجميع للوقوف علي كواليس مايجري داخل الوزارة او الهيئة للسيطرة علي المشاكل القائمة وكيفية تخطيطها للمستقبل حتي يتمكن الاعلام من نقل الصورة الحقيقية . ويساهم بدوره في تنمية المجتمع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف