لم تعد ظاهرة انتشار الكلاب الضالة فى أرجاء كثيرة من العاصمة تحتمل مزيدا من التأجيل أو غض البصر عنها خوفا من تقارير منظمات الرفق بالحيوان .. فالظاهرة أصبحت متفشية وخطيرة وتهدد حياة البشر بعد أن زادت حالات عقر الأطفال والكبار !! والذين يقطنون حى السفارات «الراقي» بمدينة نصر يعيشون «حالة رعب» حقيقى كلما خرج أحد أبنائهم إلى الشارع بعد أن تحولت مناطق كثيرة فى الحى إلى مستعمرات استوطنت فيها كلاب ضالة تنبح على كل مخلوق ليس من جنسها..بل تهاجم أى كلب غريب يتعدى حدود مستعمرته ويأتى محاولا استكشاف مستعمراتها!! والمثير أن هذه الكلاب التى تتكاثر بالآلاف فى شتى أرجاء العاصمة خلال فترات وجيزة تنعم بحالة هدوء واستقرار كبير فى الأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة ,وفضلا عما تسببه هذه الظاهرة من تلاشى مظهر العاصمة الحضارى .. فإن تقارير الهيئة العامة للخدمات البيطرية تشير إلى وجود ما يقرب من 400 ألف مواطن تعرضوا للعقر من الكلاب الضالة العام الماضى وحده , توفى منهم نحو 65 شخصا!
وبالرغم من أن علاج هذه الحالات يكلف الدولة ملايين الدولارات بسبب استيراد أمصال العلاج من الخارج .. فإنه لا توجد إحصائية بعدد الكلاب الضالة المنتشرة فى القاهرة .. كم ا لا توجد خطة أو حملة منظمة ومدروسة لمكافحة الظاهرة .. حيث إن إدارة الصحة العامة وحدها هى المكلفة بمكافحة الكلاب الضالة، وهى لا تستهدف جميع الكلاب ولكن العقور منها فقط وبناءً على شكاوى مقدمة من المواطنين !
وإذا كان المختصون يؤكدون أن جمعيات الرفق بالحيوان يطالبونهم بتعقيم الكلاب بدلا من استخدام الخرطوش لمواجهتها ,ويقولون إن هذه العمليات مكلفة ماديا وتحتاج إلى فرق لعمل العمليات الجراحية للكلاب وغرف مجهزة لإيوائها وإعاشتها ومتابعتها حتى يتم شفاؤها، ثم تركها فى الشارع مرة أخرى .. فإن أبسط قواعد الرفق بالحيوان هو أن يتم بحث هذه الظاهرة بجدية أكثر وأن تتعاون الجهات المختلفة لإيجاد وسيلة لحماية حقوق الإنسان بالتوازى مع الرفق بالحيوان!