الجمهورية
عصام الشيخ
حكايات رمضانية
كل عام ومصر وشعبها بخير بمناسبة شهر رمضان الذي يأتي هذا العام في ظل ظروف اقتصادية صعبة بالفعل. وبأمانة علي الجميع دون استثناء.. نعم هو شهر الخير والرزق والرحمة وكل العبارات والكلمات التي تعكس روحانيات الشهر الكريم " لكن في نفس الوقت صعب علينا في ظل التحديات التي تواجه الدولة لتعويض مرحلة الانهيار التي تعرضت لها ليس فقط منذ ثورة يناير 2011. والتي تم انقاذها بثورة 30 يونيه بل الانهيار الذي كان قد بدأ قبل ذلك وتميزت ملامحه بعمق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية بين ابناء الشعب الي الحد الذي تسبب في اشعال ثورة يناير.. وقبل الخوض في الحكايات. لابد من الدعاء بالرحم. والمغفرة للحاج فاروق عبد العزير رئيسنا. ووالدنا الذي نقضي شهر رمضان الحالي بدونه. حيث منذ دخولنا الجريدة تحت التمرين وحتي وفاته كانت له طقوس رمضانية صعب ان تتكرر علي المدي القريب او البعيد. لانه كان يتاجر مع الله فكل يوم ينظم افطارا جماعيا. دون ان يحمل احد اي اعباء مالية ومن يرغب في التبرع فاهلا وسهلا.. تلك الطقوس كانت تحقق تسامحاً بين جميع الزملاء رؤساء ومرؤسيين.. رحم الله الحاج فاروق وغفر له وليسامحنا ربنا علي اعمالنا.
ايضا التأكيدات باستكمال خطوات الإصلاح الاقتصادي اصبحت "فرض عين" علي المصريين. ومن ثم علينا جميعا ان ندعم خطوات الاصلاح حتي النهاية. وهذا ليس غريبا علي الشعب المصري فعلي مدار تاريخه يواجه التحديات والازمات بقوة. وثبات مثلما حدث عقب هزيمة 67 وحرب الاستنزاف "لاصوت يعلو فوق المعركة" هذا الشعار الذي عاشه بالعمل والتحمل اكثر من جيل وهو نفس الجيل الذي نجح في تحقيق الانتصار عام 73 طالما وجد هذا الشعب العظيم امامه. طالما وجدوا النموذج والقدوة والاخلاص والصدق من قبل القائمين علي ادارة شئون البلاد. ولكن يبقي الامل معقودا علي نجاح الشعب في تخطي الخطوات الاخيرة في الملف الاقتصادي علي امل ان تظهر كرامات الاصلاح علي المواطن البسيط. واصحاب المعاشات. وموظفي الحكومة.
تذكرت حكاية مع زميلي سيد جاد في رمضان عندما كلفنا من قبل رئيس التحرير في ذلك الوقت الاستاذ سمير رجب في الاسبوع الاخير من رمضان بالذهاب الي نويبع لمواجهة ازمة المعتمرين الذين عادوا وبقوا في الميناء لعدة ايام دون طعام او شراب او سيارات تنقلهم الي ذويهم. وعلي الفور تركنا اولادنا صغارا وذهبنا بسيارة الجريدة لنكتشف الواقع الصعب الجميع بلا مأوي بمن فيهم نحن حيث نمنا علي القهوة . وذهبنا تاني يوم الي رئيس المدينة لنجده يستجم في حمام السباحة التابع لفندق المدينة الوحيد "لايوجد بالفندق مقيمون". وعندما سألناه عن دور مجلس المدينة في حل ازمة المعتمرين "اعلن عدم مسئوليته" وفور نشر تلك التصريحات انقلبت الدنيا وتحركت كافة الاجهزة لانقاذ المعتمرين وعزل رئيس المدينة وعدنا الي ذوينا التاب ثاني ايام عيد الفطر . ورمضان كريم.
تذكرت ايضا اياما رمضانية قضيتها في بعض دول حوض النيل للمشاركة في ورش عمل او جلسات نقاش حول اهمية التعاون بين دول الحوض او تغطية اعلامية لاجتماعات مجلس وزراء مياه النيل.. ورغم صعوبة تلك الايام حيث صعب ضبط ميعاد الافطار او السحور لكنها كانت ممتعة في رصدك للحياة اليومية بتلك الدول وبساطة مواطنيها واحترامهم للغريب وكذلك احترامهم لحرية العقيدة الدينية. واعتقد ان هذا جزء من استقرار المجتمعات بها.. وكنت حضرت اجتماعا طارئا لوزراء مياه النيل بشرم الشيخ وتلك قصة اخري.
.. هنا لابد من الاشارة بسرعة إلي نتائج الاجتماع التساعي لسد النهضة حيث نجحت الخارجية من وجهة نظري في "لململه" الوقت الضائع في الحوار حول التقرير الاستهلالي للمكتب الفرنسي خلال الفترة الماضية. بالاستفادة من بنود اعلان المبادئ بإنشاء مجموعة دراسات وبحوث علمية وطنية مستقلة من 15 عضواً بمعدل خمسة أعضاء لكل بلد مسئوليتها وضع سيناريوهات مختلفة لقواعد ملء بحيرته وتشغيله وفقاً لمبدأ الاستفادة العادلة والرشيدة للمياه المشتركة مع الأخذ في الاعتبار كل الإجراءات المناسبة لمنع التسبب في حدوث ضرر جسيم.علي ان تعقد هذه المجموعة تسعة اجتماعات كل منها يستغرق ثلاثة أيام علي أن تعرض خلال ثلاثة أشهر "بحلول 15 أغسطس" النجاح في ادماج البعد السياسي للملف. رغم انف الكثيرين.
خارج النص:
علي الجميع ان يقف تقديرا واحتراما للشعب المصري. الذي مازال يتحمل بصدر رحب كافة الاجراءات الاقتصادية . وتداعياتها علي حياته اليومية. علي امل في غد افضل. ويبقي علي الاعلام بوسائله تقديم النموذج للنجاحات التي تحققت.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف