الجمهورية
فريد إبراهيم
شواذ الفكر
من القواعد الإسلامية الكاشفة لحقائق الأعمال والتي لو وضعها الإنسان أمامه استطاع أن يتبين أين يقف من قوله صلي الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به" فالهوي من مفسدات الأمور لأنها لا تتحرك حيث ما يجب أن تتحرك فيه وإنما يدفعها الهوي إلي حيث يريد. لذا وجدنا القرآن الذي هو كتاب هداية يقف عند الهوي باعتباره أس البلاء فيحدثنا أنه قد يحول النور إلي ظلام بما يقوم به من لي الحقائق فيتحدث القرآن عن نفسه فيقول: "يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين".
وفي موضع آخر يقول تعالي "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم وختم علي سمعه وقلبه وجعل علي بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون".
لذا لم أعجب حين رأيت البعض يلوي أعناق الآيات ويفسرها تفسيراً عجيباً مثلما كان فمن تحدث عن الجنس في الجنة بشكل لا يوجد لا في حديث نبوي أو قرآني وقدم دليله من قوله تعالي "ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً" فوجدنا يتحدث عن هذه الآية باعتباره الدليل علي ما يقول ويرغب ورغم أن الآية ليس فيها إشارة إلي ما يقول لا من بعيد ولا من قريب إلا أنه يريد أن يقنع الناس بأن الشذوذ ليس أمراً سيئاً.. وكأني بأحد أبطال رواية يعقوبيان الشاذ الذي أراد أن يقنع الشاب المتخوف علي دينه وهو يقنعه بأن الشذوذ ليس حراماً فيقول له إن الله حرم الزنا حتي لا تختلط الأنساب أما اللواط فلا تختلط فيه الأنساب وبالتالي ليس حراماً فالرجل المنحرف يغري غير المنحرف الذي يؤلمه ضميره بتحريف الشرع والدين.
أما النقطة الأهم فتتمثل في أن الملوثين لا يريدون لأحد أن يكون طاهراً ويسعون بكل طريق لأن يتلوث الجميع مثلما تلوثوا هم حتي لا يكون أحد أحسن من أحد كما يقول المثل.
وقد أشار القرآن إلي ذلك في قوله عن أهل الضلال "ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونوا سواء فلا تتخذوا منهم أولياء".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف