طارق الأدور
الأهلي بطولات.. لا استثمارات
في تعاملات الحياة دائما يقال ان "الانطباعة الأولي تدوم" وهو يعني أنك عندما تشاهد شخصا لأول مرة فان أول شكل تراه عليه هو الذي ينطبع في ذهنك ويظل باقيا لفترة طويلة ولكن في كرة القدم العكس تماما بمعني أنه في مجال الكرة تكون الانطباعة الأخيرة هي التي تدوم وهو حال عكسه أداء النادي الأهلي في موسم عجيب ومتقلب بدأ بنجاحات عريضة ثم انتهي نهاية كارثية تسببت في ضياع الانطباعة الأولي ولتبقي الانطباعة الأخيرة التي تركت جرحا غائرا في قلوب جماهير الفريق وادارته وتسببت في الاطاحة بحسام البدري الذي كان حتي الأسابيع الأخيرة للموسم هو النجم الأول صاحب الانجازات ثم تحول الفرح الي مأتم خلال 4 مباريات فقط في غضون أسبوعين خسر خلالها بطولة الكأس ثم تراجع موقفه جدا في بطولة دوري أبطال أفريقيا بالحصول علي نقطة واحدة من أصل 6 في مباراتين وضعته في ذيل المجموعة.
پوجرت العادة في كرة القدم دائما أن الانطباعة الأخيرة هي التي تدوم . فمثلا اذا تألق اللاعب علي مدي 90% من الموسم وأنهي الـ 10% الأخيرة بمستوي متواضع وقابله لاعب آخر أدي الـ 90% بمستوي متراجع ثم تألق في الـ 10% الأخيرة بشكل لافت فان أغلب الاستفتاءات ستختار الأخير للقب أحسن لاعب لأن الانطباعة الأخيرة عن مستواه هي التي علقت بالأذهان رغم أن الأول بكل المقاييس الفنية يجب أن يكون صاحب الجوائز لأنه من أدي الفترة الأكبر من الموسم بمستوي متميز لأن الحكم دائما يكون بمجمل الموسم وليس خلال الأمتار الأخيرة.
پهكذا كان حال الأهلي ومديره الفني السابق حسام البدري علي مدي الموسم تألق وأرقام قياسية في بطولة الدوري التي حسمها ربما في نهاية الدور الأول وعلي وجه التحديد عندما فاز علي الزمالك بثلاثية نظيفة في آخر مباريات الدور الأول بجانب حصوله علي كأس السوبر المصري وبلوغه نهائي دوري الأبطال في النصف الأول من الموسم ثم جاءت الأمتار الأخيرة لتطيح بالفريق من دور الثمانية للبطولة المحلية الثانية كأس مصر قبل أن يتوعك الفريق في المشوار الأفريقي لتكون الانطباعة الأخيرة هي السائدة وهي التي أطاحت بالجهاز الفني الذي أبدع ووضع بصمة رائعة في أغلب فترات الموسم.
پوحتي نكون منصفين فان حسام البدري كان أحد أسباب التراجع ولكنه في المقابل ليس كل الأسباب. البدري مسئول عن عدم اشراك البدلاء والتركيز علي مجموعة قليلة من اللاعبين مما تسبب في الاصابات التي أطاحت بالنجوم الكبار الذين كانوا يمثلون العمود الفقري للفريق فحدث الانهيار.
پالبدري أيضا مسئول عن عدم اختيار استراتيجيات متنوعة تحسبا لاصابة أي لاعب من الأركان الرئيسية أو غيابه كما حدث مع عبد الله السعيد . ولكنه لم يكن مسئولا عن الهجرة الجماعية للنجوم الي السعودية بمن فيهم من كان يعتمد عليهم البدري بشكل كبير مثل مؤمن زكريا . وهنا أهمس في أذن مجلس الادارة برئاسة الكابتن محمود الخطيب بأن الأهلي ليس شركة استثمارية يقاس نجاحها بما تحققه من أرباح وانما هو ناد للبطولات يحقق الانجازات حتي لو حقق القليل من الاستثمارات. والمقارنة واضحة وصريحة . القليل من الاستثمارات والكثير من الألقاب والانجازات الرياضية أفضل كثيرا من استثمارات بالملايين يقابلها انهيار في النتائج.
وعلي الجميع أن يعلم أن الأهلي صنع الكثير من الانجازات التي كان الخطيب جزءا لا يتجزأ منها بالبطولات وليس بالملايين القادمة من الاستثمارات.