الحلقة السادسة
نعيش في هذه الأوقات الطيبة من شهر رمضان المبارك مع رجل من أهل الإيمان ومن أصحاب سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. ومن المقربين إليه.. إنه أبوبرقان من بني سعد بن بكر بن هوازن.. وهو عم الرسول صلي الله عليه وسلم من الرضاعة. وقد كان هذا الصحابي من المقربين من رسول الله. حيث زف إليه الرسول بشارة. حيث وعده قائلاً: لآخذن بيدك يوم القيامة.. هذه البشارة جاءت من تقدير رسول صلي الله عليه وسلم لهذا الرجل. الذي كان يعرف قدر رسول الله ومكانته صلي الله عليه وسلم. ويدرك مدي سماحته ونبل أخلاقه. التي كانت مثار حديث أهل مكة. حيث كان صلي الله عليه وسلم يقابل السيئة بالحسنة. والصفح والعفو من شيمه الكريمة.
ومما تتناقله كتب السيرة والتراجم عن أبي برقان. ما رواه المدائني عن عيسي بن يزيد. قال: دخل أبوبرقان عم رسول الله صلي الله عليه وسلم من بني سعد بن بكر. فأخذ يردد علي مسامع رسول الله صلي الله عليه وسلم كلمات يعبر بها عما يكنه من حب وتقدير لمكارم رسول الله صلي الله عليه وسلم. وقد استهل أبوبرقان كلماته قائلاً: لقد جئت يا محمد وما فتي من قومك بأحب إليهم. ولا أحسن فيهم ثناء منك. بعد أن سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم لكلام أبوبرقان قال: ثم رأيتهم يتغمغمون. ثم قال صلي الله عليه وسلم يا ابن برقان: هل تعرف الحيرة؟!.. فرد أبوبرقان قائلاً: لا. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن طالت حياة لتسمعنها يردها الوارد من غير خفير ولا مزاد. قال: قلت ما أدري ما تقول؟!.. ما جئتك من ثنية كذا وكذا إلا بخفير. فقال صلي الله عليه وسلم. زافاً بشارة لأبي برقان. قال: لآخذن بيدك يوم القيامة. ولأذكرنك. وتوضيحاً لما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من غير خفير ولا مزاد. بمعني أن هذه الحيرة خفير من الحاصلات الزراعية وغيرها رغم أنها غنية بالمياه.
مضت الحياة بأبي برقان ووصل إلي الحيرة وكانت المفاجأة حيث وجدها كما وصفها له رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان الرجل يشكر الله علي هذه النعمة. وذلك التقدير من رسول الله صلي الله عليه وسلم.. فها هو سيدنا عثمان بن عفان. رضي الله عنه. كان حين يري أبا برقان كان يقول له: يا أبا برقان ما كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يأخذ بيدك إلا وأنت رجل صالح. وهذه شهادة لأبي برقان تؤكد مدي صلاحه وأن رسول الله لا يأخذ بيد رجل في يوم لا بيع فيه ولا خلة. ولا شفاعة. إلا إذا كان يتمتع بالتقوي والصلاح. تلك هي دائماً صفات أهل الإيمان. حيث إن نور اليقين قد امتلك وجدانهم وصاروا نماذج وقدوة لسائر البشر. ليتنا نتعلم من هؤلاء الرجال في مسيرة حياتنا. عسي الله أن يهدينا سواء السبيل.