الجمهورية
محمد نور الدين
. وهؤلاء.. "يروحوا فوراً"!!
ليس وحده من يستحق الجلوس في "بيتهم".. وإنما هناك أيضاً العشرات من نوعية رئيس حي الدرب الأحمر.. لابد أن يطالهم نفس المصير.. لأنهم ساروا علي دربه. وسلكوا نهجه.. أهملوا وقصروا وتقاعسوا.. وشهدت الأحياء تحت رئاستهم مآسي وكوارث.. فانعدمت الخدمات. وتردت الأوضاع. وسادت الفوضي والتسيب.. وارتفع صراخ المواطن من سوء المعاملة. وغياب المحاسبة.
بالتأكيد لم تكن القمامة فحسب سبباً في الإطاحة برئيس الدرب الأحمر.. حيث إنها مجرد ملف ضمن ملفات كثيرة.. أهملها معظم رؤساء الأحياء.. ورأوا أن يضموها إلي غيرها من قوائم المؤجلات لتبقي حبيسة الأدراج.. لا يقدر أي منهم علي مواجهتها.. والسعي لفك طلاسمها. والعمل علي الوصول لحل عاجل لها.. بل يعتقد أن الزمن كفيل بالقضاء عليها.. أو علي الأقل يتكيف الناس معها.. ويتعايشون تحت مظلتها!!
أمثال هؤلاء.. يجب أن "يروح كل منهم لبيته فوراً".. خاصة أن الفساد والإهمال مازالا يضربان بجذورهما داخل جميع الإدارات. ومختلف الأجهزة الخدمية.. نتيجة أن رئيس الحي فشل في إعداد منظومة علمية وعملية.. تتميز بالتحديث والتطوير.. تكفل انضباط العمل.. وتحد من التقصير والإهمال.. وتقضي علي الرشاوي والمخالفات.. وتوفر الحد الأدني من الرعاية الخدمية للمواطن البسيط.
اكتفي بالجلوس وأغلق المكتب دونه.. أبي النزول لمواقع العمل والإنتاج.. ليلتقي بالناس ويتعرف علي مشاكلهم.. واحتياجاتهم.. ويلبي مطالبهم.. ويقضي حوائجهم!!
تحت رعايته.. تهالكت شبكات الصرف الصحي.. وتحولت الشوارع إلي مدقات من سوء الرصف.. وتصدعت المباني الأثرية.. وأحاطت العشوائيات بالمساجد والأبنية. والمنشآت.. وعجز عن توفير مياه صالحة للاستخدام الآدمي!!
بفضل قيادته.. ارتفعت العمارات المخالفة. وصدرت التراخيص لمن يدفع.. بينما يلقي "الملتزم" الأمرين. ويعاني من العرقلة والتسويف.. حتي أصبحت "الرشوة" العملة الرائجة داخل الإدارات المحلية!!.. وفي ظل تواجده.. غابت الرقابة علي الأسواق.. وانتشر الغش والتدليس.. وانحدرت الخدمات.. وتعطلت مصالح المواطنين.. وزادت التعديات علي أملاك الدولة!!
بسبب التقاعس والتكاسل.. أقام البلطجية وأرباب السوابق الكثير من المواقف العشوائية.. والأكشاك المخالفة.. وتسابقوا لسرقة التيار الكهربائي دون حسيب أو رقيب.. ويكفي أن الظلام يكسو أغلب الشوارع والميادين ليلاً!!
في المقابل.. هناك عدد قليل لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. مازال يحتفظ بضميره الحي.. لديه الكفاءة الواجبة.. والعلم المطلوب.. يضرب أروع الأمثلة في الشرف والنزاهة.. يراعي الله في وطنه.. وعمله وناسه.. يواجه التقاعس بكل صرامة.. يتصدي للفوضي بمنتهي الحسم.. مقدماً النموذج العملي للأداء الجيد.. والعطاء اللامحدود.. من أجل الارتقاء بالوسائل والأدوات.. ودفع عجلة الإصلاح والتنمية.
إن ملف الأحياء.. يحتاج مواجهة حاسمة وفاعلة.. ويستلزم إعداد خطة مدروسة وهادفة.. ويستوجب تطبيقاً سريعاً وسليماً.. ويفرض الاستعانة بأناس يقدرون المسئولية. يتميزون بالعلم والكفاءة والأمانة وطهارة اليد.. لكي يعود للأحياء بريقها ورونقها.. وتسترد سمعتها ونزاهتها.. ومن أجل نيل ثقة المواطن.. وإيمانه التام بأن "الحي" بكامله.. يعمل ويكد ويجتهد.. لخدمته. وحمايته. وإنسانيته!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف