الأخبار
كرم جبر
وارتفعت مصر فوق الأحزان!

بعد الإطاحة بحكم محمد مرسي، أصدر يوسف القرضاوي عدة فتاوي، تحرض علي القتال ضد الجيش المصري، وجواز قتل الجنود والضباط، وخاطب الإرهابيين قائلاً »اقتلوهم أينما وجدتموهم»‬، مؤكداً أن من يفجر نفسه في الجيوش الظالمة، شهيد في سبيل الله!
عاد القرضاوي في الأيام الأخيرة، يتاجر بالقدس الشريف، علي غرار صفوت حجازي، صاحب مقولة »‬بالملايين علي القدس رايحين»، وأحدهما في السجن لتآمره ضد بلده، والآخر في قطر يمارس دجلاً ينسبه للدين، وهو الذي أفتي بتحريم الانضمام للجيش المصري قائلاً »‬غير جائز شرعاً» لأنه يقوم بقتل الأبرياء في سيناء، والإرهابيون عنده أبرياء، أما جنودنا وضباطنا الشهداء الأبرار،الذين يقدمون حياتهم دفاعاً عن الوطن، فيبيح القرضاوي قتلهم.
كان يوماً أسود في تاريخ مصر، يوم عاد القرضاوي إليها في حكم الإخوان، فاتحاً غازياً منتصراً، وسط أهازيج أتباعه »‬طلع البدر علينا»، فلم يكن يوماً من الأيام بدراً علي مصر، بل غراباً ونذير شؤم وداعية خراب، فالذي يفتي بقتل شباب مسلمين يدافعون عن وطنهم، هو مجرم وستظل يداه ملوثة بالدماء إلي يوم الدين.
مضي زمن استباحة مصر، ولن يعود إليها القرضاوي، ويا ليت قبره يكون في نفس التراب الذي خدم من أجله، ولن تفتح البلاد ذراعيها من جديد -أيضا - لألاعيب العريفي وامثاله،الذي امتطي هو الآخر منبر الأزهر، غازياً إخوانياً جاء من كهوف التطرف، مرتدياً ثياب الثعالب، متباكياً علي مصر بدموع الذئاب، وكانوا جميعاً يفضلون مصر الضعيفة المهانة، للمتاجرة بأوجاعها، أما مصر القوية المتعافية مرفوعة الرأس، فهم ضدها علي طول الخط ولا يحبونها كذلك.
لن ينس الناس أبداً إجرامهم ومظاهراتهم المسلحة في أيام الجمعة، جمعة الغضب وجمعة الثورة وجمعة التصدي وجمعة العودة، وغيرها من المسميات الغريبة، التي جعلت البلاد في حرب مستمرة، تخرج من جمعة لجمعة ومن قتل لقتل، ولن ينسوا احتلالهم للشوارع والميادين والكباري العلوية، وميدان التحرير ورابعة والنهضة في رمضان، والقنابل والخرطوش، وطلاب وطالبات الأزهر،الذين يعتدون علي الأساتذة، ويخربون المدن الجامعية، ويستخدمون الاسبراي في كتابة شعارات سافلة، ويلوثون الحوائط والجدران.
عاد القرضاوي للمتاجرة بالقدس، ولم يفعل أكثر من صفوت حجازي، باستخدام عبارات »‬فالصو»، داعياً إلي الجهاد دون أن يصدق ولو مرة واحدة أنه يفعل ما يقول، وجهاده الاوحد لقطر، التي تحالفت ضد العرب والمسلمين، وقتلت منهم في الجحيم العربي، أكثر ممن قتلهم الكفار، وسخر منه الشباب ونشروا صوره، وهو يستقبل حاخامات اليهود في منزله بالدوحة، ويصرح باستعداده لحضور أي لقاءات أو مؤتمرات يشارك فيها حاخامات غير صهاينة.
ماذا فعلتم غير غسل مخاخ الشباب، ودفعهم إلي ارتداء أحزمة الديناميت، بدلاً من أن تملأوا عقولهم بالعلم النافع، ليكونوا مهندسين ومدرسين وأطباء وأساتذة، يخدمون أوطانهم وينفعون أهاليهم، ويطرحون الخير في كل شبر يسيرون فيه، وفي الوقت الذي ترسلون فيه الشباب إلي القبور، تبعثون أولادكم إلي الغرب،ليتعلموا في أكبر جامعاته ويتزوجون أجنبيات، ويعملون في البنوك ويمتلكون الشركات، أما أولاد الفقراء فهم حطب الجهاد، والدماء التي تضخ ملايين في حساباتهم بالبنوك.
ارتفعت مصر فوق الأحزان، ولم يعد في وسع الدجالين أن يمارسوا نفس اللعبة، وأصبح عام حكمهم بداية ونهاية، لجماعة تحولت لعصابة، ورئيس عمل جاسوساً، ومكتب إرشاد ادار البلاد من المغارة، وكانت أكبر مغامراتهم القاتلة، هي تصعيد العمليات الإرهابية، التي ارتدت كالمسامير الحادة في نعش الإرهاب، وأدت في نفس الوقت إلي زيادة تلاحم عناصر القوة الثلاثة »‬الشعب والجيش والشرطة».
رجالنا - يا من أفتيت بقتلهم - لا يهابون الموت دفاعاً عن تراب الوطن، وصدوا عنه مؤامرات الخراب والفوضي والتقسيم وبحور الدماء.. أما أنت والارهابيون، فليس لكم ارض ولا وطن ولا عنوان.. كنتم كذلك وستظلون.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف