شريف عابدين
فى المواجهة .. 3 مليارات جنيه لإفساد مصر!
نعم...(3 مليارات جنيه) هى فاتورة إفساد مصر.إفساد للأخلاقيات, للثقافة, للقيم المجتمعية الراسخة, وإفساد ممنهج للصورة الذهنية للشخصية المصرية التى أصابها التشويش لدى الأشقاء العرب والمسلمين بالخارج.
مسلسلات لأبطال ونجوم حصلوا على أجور خرافية كى يملأوا ساعات طويلة من الإرسال التليفزيونى فى شهر رمضان اقتسموها فيما بينهم دون أن يطرف لهم جفن, أو يستيقظ لهم ضمير وهم يقتطعون تلك المليارات من (اللحم الحى) لشعب يعانى السواد الأعظم منه ضيق ذات اليد وسعارا للأسعار, فلم يراعوا تقديم الرسالة الفنية التى تعظم من شأن الأخلاقيات وتكشف عن المشكلات الحقيقية لمجتمعهم بلا مبالغة أو تسطيح.
هؤلاء من اعتادوا التدليل من الدولة والمجتمع, وأذهبت عقولهم أوصاف من قبيل (القوة الناعمة) و( سفراء فوق العادة), اختاروا أن يواصلوا بيع بلادهم وتشويه صورتها بثمن بخس وهو ما دأبوا عليه منذ سنوات عبر أعمالهم التليفزيونية التى تحمل من الإفساد والتشويه ماتنوء بحمله حملات التشويه الغربية المتعمدة.
مزيج من الهبوط والإسفاف والصفاقة يغلف معظم مسلسلات رمضان هذا العام, فلم يكتف صناعها بإقحام مشاهد غير لائقة عن تجارة المخدرات والسلاح والدعارة ليضعوا المجتمع فى برواز سوداوى أمام الخارج, لكن تمادوا فى سباق لاهث للعبث بالقواعد والأصول المتعارف عليها فى العلاقات بين الأفراد.
فجأة رأينا توافقا بين صناع الدراما على النبش فى العلاقة بين الزوج والزوجة وتحفيز توجه مشبوه نحو تسليم راية القيادة فى المنزل للزوجة, ورأينا مشاهد تفسد العلاقة بين أفراد الأسرة بلغت حد التآمر للتخلص من الوالدين والأشقاء من أجل المال الحرام, ويتم تقديم تلك الأفكار فى قالب درامى يحمل رسالة مبطنة للمشاهد كى يبطل ضميره ولايتوقف كثيرا عند فضائل وقيم لم يعد لها قيمة فى عصر سطوة المال كما يحسب هؤلاء.
لكن ربما وجد صناع الدراما طوق النجاة فى الداعية الشهير الذى يروج فى إعلانين لنوع من الدجاج وماركة من العطور بأنهما الأفضل للمسلمين مقارنة بالأنواع الأخرى المنافسة.فهل يستحق منا بعد ذلك نجوم مسلسلات رمضان الاعتذار عن اتهامهم وحدهم بتعظيم قيمة المال على أى قيم أخرى؟