رضا محمد طه
إحترام الخصوصيات في ألمانيا
"المهم أن يوضح اللاعبان سوء الفهم الذي حدث بعد نشر الصور" هذا ما قاله رئيس ألمانيا بعد لقاءه بإثنين من لاعبي أساسيين في المنتخب الألماني، عقب الضجة التي أثارها حزب العدالة والتنمية التركي عندما نشر صورة تجمع اللاعبان الألمان من أصول تركية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء مشاركتهم الرئيس التركي لفاعلية في لندن نظمتها مؤسسة تركية لجمع تبرعات لمساعدة الطلاب الأتراك الذين يدرسون في لندن.
ولأن اللاعبين المحترفين يكلفون الدولة الكثير حتي يصلوا لمستوي عالي في فنون اللعبة، فإنه من الصعب الإستغناء عن مشاركتهم منتخب بلدهم ألمانيا، لذا حرص رئيس الإتحاد الالماني لكرة القدم علي إحترام خصوصيات اللاعبان كما صرح هو بذلك، وكذلك لم يدعي الوطنية أو ينتقص من وطنية أو إنتماء اللاعبان ويتهور في تصريح أو قرار يخسر من خلاله مجهودهما خلال مباريات المنتخب الألماني في كأس العالم التي سوف تبدأ قريباً في روسيا، سلوك المسئولين الألمان تجاه اللاعبان كان من خلال مساحة الحريات التي ينعم بها الجميع، والتي لا تصادر علي حرية الرأي والتعبير طالما في الحدود المتوافق عليها ويكفلها الدستور عندهم للجميع .
بالرغم من الإنتقادات الألمانية للرئيس التركي بسبب سياساته القمعية علي حد وصف الألمان، فإننا لم نسمع أن محامياً ألمانياً قام متوطوعاً برفع دعوي ضد اللاعبان يتهمهما بالخيانة أو إنعدام الوطنية ومن ثم يطالب بسحب الجنسية الألمانية منهم، أو لم يندفع مذيع ألماني بالتشهير والسخرية من اللاعبان، بل التحريض ضدهم أو إتهامهم بتهم قد تصل بهم للسجن، بالصورة التي تحدث في مجتمعاتنا والتي يهدر المذيع فيها حقوق الإنسان التي فرضتها وأقرتها جميع الأديان.
تلك الواقعة التي حدثت في ألمانيا، ومواجهتها بتلك الحكمة من جميع المسئولين، هي أكبر دليل علي غرس روح التسامح في الناس ومع المختلف في الرأي، علي النقيض من ذلك، فإننا نتفنن في بث روح التعصب ورفض الآخر، الدليل علي ذلك هو السؤال الخطأ والمطلوب ان يجيب عنه ضيف كل حلقة في برنامج رامز تحت الصفر وهو المفاضلة بين محمد صلاح ومدرب المنتخب كوبر، وحتي يثبت الضيف وطنيته الكبيرة، فبدون تفكير ولإثبات وطنيته يختار محمد صلاح، ولأن المفاضلة ليست في محلها أو مكانها الصحيح، لأن محمد صلاح لاعب مصري موهوب له دوره الكبيرفي منتخب بلده، وكوبر مدير المنتخب المتعاقد علي هذه المهمة ويحصل من خلالها علي أجر كبير مقابل ذلك، وأكيد كان له دوره الهام في الوصول بالمنتخب لنهائيات كاس العالم والتي أسعدت المصريين جميعاً، إذن لا مجال لعمل مقارنات فارغة تثير الأحقاد والضغائن بين الناس.