فيتو
صفاء أحمد
حاكموا عمرو خالد
لم استسغ يوما عمرو خالد، وكنت أستغرب التهافت عليه والإقبال على برامجه.. ولأن "سيماهم في وجوههم" وجدته لا يصلح مقدما للبرامج ولا داعية، لأن صوته منفر، وتعبيرات وجهه مبالغة بشكل واضح، فضلا عن اللثغة الثقيلة وغير المقبولة في هكذا عمل، فاعتبرته دوما "ممثل فاشل".. صدق حدسي تجاهه بعد فترة، وأصبح إنسانا "بغيضا" عندما عرفت من أحد القريبين منه أنه تربية "الإخوان" وينتمي للجماعة قلبا وقالبا.

مرت السنوات وازداد عمرو خالد شهرة وثراء، وتنقل ببرامجه بين القنوات الخليجية والمصرية والندوات والمؤتمرات، ونجح في تجنيد بعض لاعبي الكرة والفنانين والمشاهير لخدمة الجماعة الإرهابية!!.

عندما حدثت مؤامرة "الربيع العربي" لتقسيم الدول العربية وتسليم الحكم فيها للإخوان المسلمين، التحق خالد بركب الثورة كسائر أعضاء الجماعة، لأنهم على موعد مع الحكم والسلطة، وبدأت تتضح حقيقة عمرو كمتاجر بالدين، حيث أطلق تصريحات مخزية كان يفترض محاكمته عليها منذ سنوات، لكن للأسف لم يحدث!!.

نافق عمرو خالد المحتجين في 25 يناير، وقال في مدحهم حرفيا "والله العظيم الجموع اللي واقفة دي فوقيها ملائكة تغطيها من الأرض للسماء"!!.. وزاد التطاول حتى بلغ حد الضلال باسم الدين، وقال في أحد البرامج المصرية "خطبت في الشباب وعشت في التحرير أربعة أيام بالكامل ورأيت الله في التحرير".. وأكد عبارة رؤيته الله في التحرير أكثر من مرة!!..

وعندما قفزت جماعته الإرهابية إلى الحكم أعلن بفخر وسعادة عن انتمائه وعضويته للإخوان في برنامج مصري أيضا، كما أسس حزب "مصر المستقبل". لكنه استقال منه قبل عزل مرسي وسقوط حكم "الإخوان" بنحو 10 أيام، وتحول عمرو خالد سريعا إلى نفاق ثورة 30 يونيو، وتبرأ من "الإخوان" وأنكر ما قاله في السابق رغم أنه متاح صوتا وصورة حتى الآن!!.

فشل مؤامرة "الربيع العربي" أسقط ورقة التوت عن الكثيرين وكشف زيفهم ونفاقهم وبينهم عمرو خالد، فخفت بريقه البرامجي ليتجه إلى الفضاء الإلكتروني، حيث لا رقابة ولا محاسبة من أي نوع، وحين سئل قال "أنا شغال جامد جدًا، بس شغال في السوشيال ميديا، على فيس بوك وتويتر"!!.

"المتاجرة بالدين" سمة شغل عمرو خالد في التواصل الاجتماعي، فمرة سئل عن رأيه في منتجات عطور خليجية شهيرة قال حرفيا "عطور (...) تتفق مع القيم الإسلامية"!!.. فما دخل القيم الإسلامية والدين بأنواع العطور أيا كانت، إلا إذا أراد عمرو أن يحلل ما تقاضاه من أصحاب المحال الخليجية باعتباره "تاجر دين"!!.

سعى عمرو لتعويض ما فقده من شهرة وبريق التليفزيون بزيادة المتابعين في "السوشيال ميديا"، فقرر بث مناسك الحج عبر "فيس بوك"، وبدا في مشهد "تمثيلي هزلي فاشل" واجه فيه الكاميرا وظهره للكعبة محاولا الخشوع والبكاء دون جدوى، وهو يدعو الله أن يتقبل منه ويغفر لجميع متابعيه على الصفحة من الشباب والبنات.. ومع هذا البث بات خالد أضحوكة ومثار سخرية "السوشيال ميديا" فترة طويلة.

قمة إسفاف وابتذال عمرو خالد تجلت في "خلط الدين بالدجاج" في إعلان لإحدى شركات الدواجن، فاشتعل التواصل الاجتماعي غضبا وسخرية وهجوما على من يعتبر نفسه داعية إسلامي، ومع هذا لا يستحي أن يستغل الدين في إعلان تجاري ويقول: "لن ترتقي الروح إلا لما جسدك وبطنك يكونوا صح مع دجاج (...) وهو سيجعل صلاة التراويح وقيام الليل أحلى".

رفض الجمهور لهذا الإسفاف وغضبه من المتاجرة بالدين أجبر الشركة على حذف الإعلان من صفحتها، أما عمرو خالد الذي تقاضى 200 ألف جنيه نظير الدعاية فرد على الحملة معتذرا "أنا أسف وخانني التعبير وكلامي أتفهم أنني استغل الدين من أجل الترويج لذلك المنتج، وأستغفر الله العظيم على ذلك.. هذه الشركة وقف خير وكل أعمالها موجهة لأعمال خيرية، وأنا مسئول عن خطئي وحياتي فيها الكثير من الإنجازات والإخفاقات لأنني بشر والله أعلم بنيتي".

لم يقبل الجمهور الغاضب اعتذار "تاجر الدين" ودشن حملة لمنع عرض برنامجه الرمضاني في مصر، وهدد بمقاطعة الفضائية المصرية التي اشترت حلقات "داعية إخواني"، فاستجابت القناة للضغط الشعبي، ولم تعرض البرنامج الذي يعرض حاليا على قنوات عربية فقط.

نجاح الضغط الشعبي في إلغاء إعلان عمرو خالد وعدم عرض برنامجه في فضائية مصرية لن يوقفه عن المتاجرة بالدين، لأنه استغل ذلك لتحقيق ثراء فاحش منذ سنوات طويلة، بعد انضمامه للجماعة الإرهابية، ويبقى أن تردعه الدولة بالمحاكمة على متاجرته بالدين وتضليل المشاهدين، خصوصا أن أقواله موثقة صوتا وصورة ومتاحة لمن يريد محاسبته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف