خَصَّ الله شهرَ رمضان بصلاة التراويح. وهي شكل من أشكال صلاة الليل. وأجمع المسلمون علي سُنِّيَّةِ قيام ليالي رمضان. وقد ذَكَرَ النووي أن المرادَ بقيام رمضان صلاة التراويح. يعني أنه يحصل المقصود من القيام بصلاة التراويح.
ومن الخصال التي خُصَّ بها رمضان أن العمرة فيه أفضل من العمرة في أي وقت آخر. فقد روي ابن عباس رضي الله عنه - أن النبي صلي الله عليه قال: "فإذا كان رمضان اعتمري فيه فإن عمرة في رمضان حجة".. فالعمرة في رمضان تعدل حجة .. وفي رواية لمسلم كذلك "أو حجة معي".
وبالعمرة في رمضان يتحصَّل المسلم علي كفَّارتين. فصَحَّ عن النبي -صلي الله عليه وآله وسلم- أنه قال: "العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما. والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" وصَحَّ عنه -صلي الله عليه وآله وسلم .. أنه قال: "الصلاة المكتوبة إلي الصلاة المكتوبة التي بعدها كفارة لما بينهما. والجمعة إلي الجمعة والشهر إلي الشهر يعني من شهر رمضان إلي شهر رمضان كفارة لما بينهما".
والعمرة مشروعة في كل وقت. إلا أنها في رمضان يَعْظُمُ أجْرَها كما ثَبَتَ ذلك عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم.
ولعلَّ انتصارات الأمة الإسلامية من خصائص شهر رمضان التي لم يَنُصَّ عليها الشرع الشريف صراحة. وإنما حصلت من الاستقراء. وذلك بسبب أن إجابة الدعاء فيه أرْجَي من أي وقت آخر.
رأينا كيف خَصَّ ربنا هذا الشهر الكريم بكثير من الخصال كنزول القرآن. ووجوب صومه. واستحباب الصدقة فيه. وعظم أجرها. وليلة القدر. وصلاة التراويح. واستحباب العمرة فيه. وعظم أجرها. وكذلك ما حدث فيه من انتصارات للأمة الإسلامية.
فرمضان هو شهر القرآن. وشهر الصوم. وشهر الصدقات. وشهر القيام. وشهر القربات. وشهر الانتصارات. وينبغي أن يتأثر المسلم في قلبه وروحه. وفي سلوكه وأخلاقه بهذه الخصائص فيتعلم من المدرسة الربانية. ويستفيد من الشحنة الإيمانية. ويتعرَّض للنفحات المباركة.