الأهرام
اشرف مفيد
شعب «قليل الحيلة»!
هل نحن بالفعل شعب مغلوب على أمره و«قليل الحيلة» ويجب أن يعيش حسب ما يقوله المثل الشعبى «على قد لحافك مد رجليك».. وهل صحيح أننا نعيش فى مجتمع لا يمتلك أى مقومات تدفعه الى التطلع نحو الافضل، وأنه اذا نظر لأعلى انكسرت رقبته. هل تلك الصورة القاتمة تنطبق علينا بالفعل أم أنها مجرد أكاذيب صنعتها قوى خارجية لا تحب لنا الخير ولا يسعدها أن ترى المجتمع المصرى ينهض بأى مشروعات قومية عملاقة.

كل ما اعرفه أن أعداء الوطن فى الداخل والخارج نجحوا بالفعل فى قتل فلسفة التطلع للأفضل واغتيال روح المغامرة بداخلنا تحت دعوى «ضيق ذات اليد» بينما الحقيقة أننا شعب يتمتع بصفة لا مثيل لها فى العالم وهى «الصبر على البلاء» فكلما اشتدت الازمات تأقلمنا معها وكأنها أمر واقع.

وما إن بدأت الكتابة فى هذا الموضوع حتى تذكرت قصة الصياد الذى كان يذهب كل يوم ليصطاد السمك من أجل أن يأكله ولكن الناس لاحظوا انه يفرز السمك فيمسك بالأسماك الكبيرة ويلقيها فى البحر ويحتفظ بالاحجام الصغيرة فقط.. وبعد ان تكرر هذا المشهد اكثر من مرة سألوه عن السبب.. فقال لهم: «الطاسة» التى فى البيت صغيرة جداً وتتناسب فقط مع حجم هذا السمك الصغير أما الاحجام الكبيرة فلا استطيع الاستفادة منها لذا أعيدها الى البحر.

هكذا نحن الآن نغرق فى شبر مية لو خرجت علينا افكار كبيرة أو مشروعات عملاقة تحت دعوى أننا اذا كنا لانملك رغيف العيش فكيف ندخل فى مشروعات كبيرة بهذا الحجم .. فتحولنا الى هذا الصياد الذى تأقلم مع حجم «الطاسة» الصغيرة على الرغم من أنه لو كان فكر قليلاً لقام بتغييرها بأخرى اكثر اتساعاً لتستوعب الاسماك الكبيرة التى بكل تأكيد أكثر فائدة من تلك الأسماك ذات الاحجام الصغيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف