أيمن المهدى
الذين باعوا الأرض فى فلسطين (2)!
بمجرد انتقال ملكية أراضى الدولة العثمانية لحكومة الانتداب الإنجليزية عام 1925 بموجب معاهدة الصلح البريطانية التركية ،سارع «هربرت صمويل» المندوب السامى البريطانى الأول اليهودى الصهيونى بتقديم 175 ألف دونم (الدونم 1000 متر) لليهود على الساحل بين حيفا ويافا، ثم 75 ألف دونم على البحر الميت، ومساحات كبيرة أخرى لم يُعلن عنها فى النقب بالإضافة إلى 625 ألف دونم تنازلت عنها عائلات لبنانية الأصل مثل عائلات «تويني» و«مدور» و«الطيان» و«سرسق»، لمؤسسات وأفراد يهود، ونتيجة ذلك بلغ مجمل مساحة أراضى الدولة التى سهلت حكومة الانتداب نقل ملكيتها لليهود نحو مليون وربع المليون دونم، ما يساوى 58% من إجمالى مساحة الأراضى التى كان يملكها اليهود قبل عام 1948، والبالغة 2٫1 مليون دونم، أى نحو 7٫5% من مجموع مساحة فلسطين!.
إذن كانت خطة صهيونية برعاية بريطانية وطمع عربى -ليس فلسطينيا- وهو ما يؤكد أن الفلسطينيين بريئون من التفريط فى أراضيهم، ولكن ما هو السبب وراء انتشار هذه الأكذوبة؟! ،هل هم العرب أم الآلة الإعلامية الصهيونية؟، التى ضخت الأسطورة وسط العرب الذين تطوعوا بنشرها، إما عن جهل أو عمالة؟!. لكن هناك سببا مهما آخر لترديد هذه الأكذوبة وهى هروب نسبة كبير من العرب من تحمل مسئولية ضياع فلسطين فيرمون الضحية بالخيانة وبيع الأرض؟!.
وبين الضعف العربى وتخاذل البعض وخيانة الآخر بالإضافة إلى البطش، استطاعت الدولة العبرية استقطاع الجزء الأكبر من أراضى الفلسطينيين، وهودت تقريبا جميع جنبات القدس حتى كادت تتلاشى مساحة فلسطين التاريخية؟!.ما يفعله الفلسطينيون الآن من مسيرات مليونية فى اتجاه أراضيهم تأخر كثيرا وهو السبيل الوحيد لمقاومة المحتل المغتصب.