الأهرام
منصور ابو العزم
الصين تفوز بـ «إيران!»
الصين هى الفائز الأكبر من انسحاب ترامب من الاتفاق النووى مع إيران وتهديده بعقوبات على الشركات الأوروبية إذا واصلت التعامل مع إيران، والنتيجة أن الشركات الصينية سوف تحل مكان معظم الشركات الأوروبية فى السوق الإيرانية.. شركات غاز ونفط وسيارات أغلبها ألمانى وفرنسى.. وعلى سبيل المثال، فإن معظم السيارات فى شوارع المدن الإيرانية من إنتاج مصانع لشركات فرنسية وألمانية فى إيران.. وبالتالى فإن هذه الشركات سوف تخسر بالمليارات, وفى الوقت نفسه تمثل مكسبا هائلا للشركات الصينية التى أعلنت استعدادها للدخول فورا للسوق الإيرانية، والواقع أن الصين وشركاتها تطورت بصورة مذهلة وأصبحت جاهزة للقفز واحتلال أية فرصة تجارية تلوح فى الأفق، وحققت تراكما ماليا هائلا يمكنها من ضخ المليارات فى المشروعات فى أي بقعة فى العالم.

ومن تداعيات سياسة ترامب «الرشيدة» أن الصين سوف توثق علاقات التحالف الإستراتيجى مع إيران حتى أصبحت هى الشريك التجارى الأول لطهران، وكانت الصين فى ظل العقوبات الغربية والأمريكية على مدى نحو 40 عاما أهم صديق وقف إلى جانب الجارة الحدودية إيران، وإعتمدت طهران على بكين فى الحصول على احتياجاتها مقابل السماح للشركات من النفط والغاز، ودخول السلع والمنتجات الصينية بالدخول إلى السوق الايرانى.. وربما لا يعرف كثيرون حجم المشروعات العملاقة التى تنفذها الصين فى شرق وغرب إيران من مد سكك حديد وطرق سريعة وجسور وموانىء ومطارات ما بين المدن الإيرانية وبعضها وبينها وبين العديد من المدن الصينية ودول آسيا الوسطى ثم تركيا، فى إطار مبادرة «الحزام والطريق» التى طرحها الرئيس شى جين بينج والتى تقدر بأكثر من تريليون دولار استثمارات فى 60 دولة، والسلع الصينية تغرق المتاجر الإيرانية، وتحل السيارات الصينية تدريجيا محل الفرنسية والألمانية فى شوارع المدن الإيرانية، وكما خسرت واشنطن من قبل تحالفها الإستراتيجى مع باكستان وكسبتها الصين أيضا فإنها اليوم تضحى بإيران مرة أخرى من أجل «أمن» إسرائيل ومليارات الخليج!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف