مجلة المصور
فريدة الشوباشى
صورتنا فى الخارج
دأبت ما يعرف بمنظمات حقوق الإنسان على مهاجمة الحكومة إن هي أقدمت على محاسبة أي معتدٍ علي الحريات السياسية أو حتى المادية لمن لا يلتزم بخطها في المجال السياسي،فالدولة مخطئة ومهدرة لحقوق» الإنسان» ؟ الذي يقتل أبناء قواتنا المسلحة أو شرطتنا أو المواطنين المسالمين





دأبت ما يعرف بمنظمات حقوق الإنسان على مهاجمة الحكومة إن هي أقدمت على محاسبة أي معتدٍ علي الحريات السياسية أو حتى المادية لمن لا يلتزم بخطها في المجال السياسي،فالدولة مخطئة ومهدرة لحقوق» الإنسان» ؟ الذي يقتل أبناء قواتنا المسلحة أو شرطتنا أو المواطنين المسالمين ،إذا ما كانت مثل هذه الأفعال تصب في خانة التصنيف المفروض عليها ،أي اعتبار هذه الجرائم ممارسة للحرية التي هي العامود الأساسي لحقوق الإنسان..ولكن لا أحد من هؤلاء يعير أدنى اهتمام للآثار الكارثية التي تنجم عادة عن فوضى الشعارات والمصطلحات التي أغرقونا فيها ،فكانت من دواعي تشويه صورة العربي والمسلم في الخارج..ومن بين آخر ما تفتق عنه ذهن من يتوهمون دفاعهم عن الإسلام جريمة إصابة نحو عشرة أشخاص بجراح ووفاة أحدهم ،طعنا بسكين شاب شيشاني في باريس ،والذي وصفته وسائل الإعلام في أول الأمر بأنه مختل عقليا ،وانقلب الأمر فور ظهور الفيديو الذي سجلته كاميرات المراقبة وظهر فيه وهو يهتف «الله أكبر» كلما طعن واحدة من ضحاياه..فهنا تم خلع صفة «الإرهابي» على المعتدي.ومنذ أيام ضبطت قوات الأمن الفرنسية شابين ،من أصل مصري، وبحوزتهما مواد لتصنيع متفجرات ولكن الأدهي والأمر ،هو ضبط مادة الريسين السامة والتي يكفي واحد على خمسة آلاف من الجرام منها لقتل من يتعرض لها أو يحقن بها أو يبتلعها قتلا سريعا يصاحبه ألم شديد الوطأة ..وطبعا أبرزت وسائل الإعلام الفرنسية ما أدلى به أحدهما ،ويدعى محمد، من أنه على استعداد بتفجير نفسه لنصرة الإسلام !!..وكنت قد كتبت منذ فترة مقالا بعنوان «تكبير» أشرت فيه إلى خطورة وضع تصدرت فيه التنظيمات الإرهابية المشهد وألصقت كل ما يمكنها من تشويه بالدين الإسلامي الحنيف والذي كانت أول آية في كتابه العزيز،القرآن الكريم ،هي «اقرأ» ،وللأسف كانت سلبيتنا نحن أمام الحملة الشرسة لتشويه صورة الإسلام ،ليس في الخارج فقط ،بل وفي الداخل أيضا، من أكبر عوامل تفشي هذه الحملة ..والحقيقة أن قناعتي بوجود مؤامرة تستهدف المسلمين عامة والعرب بوجه خاص ،تترسخ يوما بعد يوم ومن آخر شواهد هذه المؤامرة الكونية ،ضبط مادة الرسين ،شديدة التسميم ،مع الشاب المصري وهو ما يطرح أسئلة عديدة ،منها مثلا. ،من الذي أمد هذا الشاب بهذه المادة الخطيرة وهي مستخلصة من نبات الخروع وحسب الصحف الفرنسية ،يزرع هذا النبات في مناطق خط الاستواء جنوب وشرق الولايات المتحدة الأمريكية ،فكيف قطع المسافة من أمريكا إلى أوربا حتى فرنسا وتتواصل السلسلة إلى محطتها المطلوبة في أيدي الشابين المصريين ؟.. المشوار إذن طويل جدا وشديد التعقيد بأطرافه ،من الدولة التي تزرع الخروع والذي تستخلص منه مادة الريسين الرهيبة، ثم تصنيعه ،وبعدها نقله من قارة إلى قارة وإيصاله إلى الهدف النهائي في الحي الثامن عشر بالعاصمة الفرنسية،محمد المصري المسلم والذي كان من سينفذ العملية الإرهابية رافعا شعار الله أكبر !!!فهل يتصور. أحد أن محمدا هو من زرع وصنع ونقل الريسين أم أنه أداة جرى إعدادها بدقة بانتزاعه من سن الشباب ،سن التحصيل العلمي وآفاق العمل للتنعم بحياة محترمة وحلم تكوين أسرة أساسها الحب والكفاح إلى ارتداء حزام ناسف يحوله ،إلى أشلاء ومعه عدد يكثر أو يقل ،لا ذنب لهم ولا جريرة ،ولا هو يعرف أيا منهم ،أو من الصالح أو الطالح فيهم..قمة العبث .ومازلت على قناعتي بأننا نخضع لمؤامرة عاتية لترسيخ صورة لنا في أذهان العالم كإرهابيين لا نعرف التسامح فما بالك بالرحمة ومن ثم يصفق الرأي العام لأي قوة «تخلص العالم من شرورنا» لذا علينا تصويب الخطاب الديني ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة والأصيلة داخل الوطن أولاً وعندها لن يعثر المتآمرون على مثل الشابين المصريين.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف