مجلة المصور
إيمان رسلان
يا تبرعاتنا يا..
بعيدا عما قاله مدير دار الأورمان الخيرية وأن مصر ليس بها فقراء؟! وسواء كان كلامه بحسن نية أو سوء نية خاصة أن كل الأرقام الرسمية داخل وخارج مصر تؤكد أن لدينا فى مصر نسبة لا يستهان بها من الفقراء ومحدودى الدخل حتى اسألوا معشر الصحفيين عن أحوالهم ولن نقول الموظفين أو أصحاب المعاشات أو حتى البعض من أساتذة الجامعات.





لكن ما قاله المدير المحترم لجمعية “اتبرع يا مواطن وأنا حر بعد ذلك بتبرعاتك أفعل فيها ما أشاء حتى لو أعلنت مصر خالية من المصريين أقصد الفقراء؟



يفجر نقطتين هامتين الأولى هى أين الجهات التى تراقب أموال هذه الجمعيات وليست جمعية المذكور أعلاه من الإعلان سنويا عن أعمال هذه الجمعيات وأوجه الصرف والإنفاق أى الموازنات السنوية، وأين تذهب أموال هذه الجمعيات تحديدا، وأعتقد أن هذا ليس فقط حقًا للرأى العام بل حق للمتبرعين من غير أمثالى، لأنى من معشر الصحفيين الذين تجوز عليهم الرحمة والهبات الإلهية أيضا.



ولكن أيضا إعمالا للحقيقة والشفافية وإذا كان القانون يلزم الشركات والبنوك بإعلان أعمالها وموازنتها فى الصحف ووسائل الإعلام سنويا ومع موعد انعقاد الجمعيات العمومية، فلماذا لا ينطبق العمل بالمثل على مثل هذه الجمعيات ونلزم هذه الجمعيات بالإعلان والإفصاح عن أعمالها وأموالها، لأن أعمال الجمعيات الأهلية والخيرية ليست من صميم عمل مجالس إداراتها، أى ليس حقا مطلقا، وإنما أيضا حق للمتبرعين ليعرفوا أين ذهبت أموالهم تحديدا.



والنقطة الثانية التى كشفت عنها كلام مدير الأورمان أيضا هى قضية الإعلانات فى وسائل الإعلام المختلفة بل حتى فى مواقع التواصل الاجتماعى فى الشهر الكريم فقد كشفت مسلسلات الإعلانات الحالية التى تحتكر كل الشاشات عن قضية مهمة جدا أنها تتحدث عن نقطتين أى تخاطب شريحة واحدة ولكن تعكس وتشحذ على الأخرى وهى التبرع للفقراء والمحتاجين رغم نفى صاحب الجمعية إياه وجود فقر، وأن بعض الإعلانات أصر على ارتداء البعض لتى شيرت مكتوب عليه. الموت وهو يتحدث عن مرض السرطان فى غياب تام لمفهوم اللياقة والذوق!!



أو فى المقابل إعلانات تخاطب نفس الشريحة التى نطالبها بالتبرع ولكن هذه المرة عن الأحوال اللذيذة والممتعة المعيشة فى إطار الكمبوند وحمامات السباحة به والنادى والتمشية وانتشار الأشجار والورود به بل ووجود الرصيف باعتباره عجيبة فى الحياة المصرية يستلزم وجوده الإعلان عنه وتصويره كمان.



ولكن أكثر ما لفت نظرى تحديدا هو الإعلانات السخية جدا جدا لشركات المحمول وهى للحقيقة مسلسلات لطيفة وخفيفة الدم والموسيقى أيضا.



ولكن لماذا لا تخصص كل شركة من هؤلاء وهم أربع كبار فى السوق المصرى إعلاناتها لصالح أحد المشاريع الكبرى التى تخدم المصريين جميعا بصرف النظر عن كونهم فقراء أو أبناء السبيل فاقترح مثلا أن يجلسوا مع بعض ( ليس عيبا) ويحدث اتفاق بينهم على تقسيم كعكعة الاعلانات فمثلا شركة ص للمحمول تتبنى مشروع ٥٠٠-٥٠٠ لعلاج السرطان وكذلك الأمر للمعهد القومى للأورام لأنه وفقا لما قامت به “المصور” فى ملحق خاص عن معهد الأورام العام الماضى أن تمويل المعهد الذى يعالج الجميع بصرف النظر عن الجنس أو الدين التمويل الأكبر له أى مايقرب من ٦٠٪‏ مما يدخل موازنته من تبرعات البسطاء من المصريين وفيما أعلم وسمعت مؤخرا أن حجم التبرعات فى الشهر الكريم تصل إلى عدة مليارات من الجنيهات وبعضها تحدث أنها تدور فى حدود أربعة مليارات جنيه فمثلا



المستشفى الجديد العملاق لمعهد الأورام والتى تحمل اسم ٥٠٠ -٥٠٠ تحتاج الملايين أن لم تكن المليارات لتكتمل وتخرج للنور تعالج المصريين جميعا وتقوم بأعمال البحث العلمى أيضا وهذا ذو فائدة عظيمة لو تعلمون.



وكذلك الأمر لشركة أخرى للمحمول تتبنى مثلا المشروع العملاق لمستشفى مجدى يعقوب بأسوان الذى يعشقه المصريون جميعا.



وكذلك الأمر أيضا المؤسسات المهمة التى تحتاج إلى الدعم مثل مؤسسة وجامعة زويل للبحث للتعليم والبحث العلمى وأيضاً كافة الجامعات الحكومية والمدارس الحكومية والتى تعتبر من منافذ صرف الزكاة كما أكد على ذلك كبار العلماء ودار الإفتاء أيضا خاصة أن أوضاع المدارس الحكومية لاتخفى على أحد وذلك بعيدا عن تابلت الوزير وسنينه



أننا نستطيع من خلال إعادة التنظيم وبشىء من الإدارة الجيدة والأفكار الصحيحة تعظيم الاستفادة من مخصصات هذه الشركات العملاقة لإعلانات. لصالح تحسين حياة المصريين جميعا خاصة الفقراء طبقا لإحصائيات الرسمية والدولية التى تؤكد أن مصر بها بيببى على رأى عمنا وتاج راسنا فؤاد المهندس أى أن مصر بها فقراء وهذا ليس سبة يعنى ولكن السبة فعلا هو ألا نفكر بجدية فى التحسين من حياة الفقراء ومحدودى الدخل بعيدا عن منطق حسنة قليلة تمنع بلاوى كثيرة وإنما من خلال عمل منظم حقيقى يَصْب فى صالح الجميع.



ولا أعتقد أن كبار الفنانين ولاعبى الكورة سوف يمانعون فى التبرع بأجرهم أيضا متى استشعروا أن الأمر يذهب إلى المنافذ الصحيحة التى تخدم جموع المصريين ولنا فى محمد صلاح أسوة حسنة.



ونفس الشىء ينطبق على البنوك أيضا التى أرى إعلانات لها وأسماء بعضها فى مسلسلات الإعلانات التى تحتكر كل الأوقات فى القنوات حتى أنى أطلقت عليها إعلان وإعلان وبينهما مسلسل.



وقليل من الحكمة......تصحوا وكل فقير ومحدود الدخل ونحن جميعا بخير بشرط البعد عن جمعيات التبرع إياه والله على كل شىء قدير فى الشهر الكريم
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف