الأخبار
يوسف القعيد
يحدث في مصر الآن - لا فلسطين إلا فلسطين
يحدث في مصر الآن
لن أكتب أبداً ذكري النكبة. ولن أطالب بأن نحتفل بهذه المناسبة الحزينة والمأساوية. ولذلك لم ألبِ دعوة الصديق العزيز سفير فلسطين للذهاب إليه بهذه المناسبة. ضاعت فلسطين في الخامس عشر من مايو 1948، سبعون عاماً مضت ونحن لا نتجرع سوي الحنضل. ونمضغ الهوان. لكني مع هذه المناسبة كنت أتصور أن نتوقف أمامها لنطرح عليها سؤالاً: ماذا نحن فاعلون في السنوات السبعين القادمة؟! ما هو مستقبل الكيان الصهيوني؟ وفلسطين؟! لا أطرح أي سؤال عن مستقبلها. فأهل فلسطين هم أهلها، وهم الأحق بها. ولن ينجح أحد في نزعها منهم. مهما جري من الوقائع اليومية التي نمر بها. ومهما فعل حاكم واشنطن، ونقل سفارته باحتفالات تهدم دور بلاده في العالم.
قرأت هذا الأسبوع تحليلاً كتبه الحسين محمد، في جريدة الفجر، يقول إن 800 ألف يهودي هربوا من إسرائيل وعادوا إلي أوطانهم الأصلية، التي هاجروا منها إلي هذا الكيان الذي لا أحب وصفه بكلمة إسرائيل. وأن المهاجرين لا يجدون وظائف ويعتمدون علي مساعدات أسرهم الأصلية. وأن الموظفين يستخدمون جهلهم بالعبرية وينصبون عليهم.
في جريدة الدستور أجري خلف جابر، حواراً مع الكاتب الفرنسي جيلبرت سينويه، قال فيه إن العرب قتلوا القضية الفلسطينية، وتوقع زوال الدولة اليهودية وعدم استمرارها. لكنه تحدي الفلسطينيين والعرب: لن تكون هناك دولة فلسطينية حتي لو أصبح غاندي رئيساً لوزراء إسرائيل.
أعود لسؤالي المؤلم بين هذين الرأيين: لماذا لم ينعقد لقاء أو ندوة أو محاضرة علي حلقات يحاضر فيها أكثر من شخص، يصبح موضوعها حول الأخطاء التي ارتكبناها في السنوات الماضية منذ اغتصاب فلسطين؟ وإن وضعنا أيدينا علي الأخطاء، يمكن أن نعرف طريقنا إلي الصواب. لأن من يعرف خطأه يكون قد عرف في نفس اللحظة والوقت صوابه الذي تاه منه أو تاه عنه أو لم يره.
كيف احتفل الصهاينة باغتصاب فلسطين؟ وأقاموا حفلة قاهرية ليس داخل السفارة أو منزل السفير. ولكن في أحد فنادق القاهرة؟ وذهب إليهم مدعوون، حرصوا علي إخفاء هوياتهم وعدم الإعلان عن وجودهم. وهو ما يعني إدراكهم أنهم كانوا يقومون بفعل يخجلون من إعلانه.
سؤال السبعين عاماً الماضية: ما الذي أوصلنا إلي المربع الأخير؟ وسؤال السبعين عاماً القادمة: كيف نسترد فلسطين؟ حتي لو كان سؤالي حلماً. حتي لو كان نوعاً من معانقة المستحيل. فلا يمكن منع الأحلام، ولا يصح ولا يجوز أن نمنع الإنسان أن يرنو إلي ما قد يعتبره مستحيلاً.
انقلوا فلسطين يا عرب من المستحيل إلي الممكن.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف