الأهرام
عبد المجيد الشوادفى
ثلاثية المخاطر الأجنبية
المهام والأعمال التى تقتضى من المرء المبادرة بها وسرعة أدائها والاهتمام بتنفيذها وتقديمها على ما سواها ويسعى لتحقيقها والوصول اليها يطلق عليها«الأولوية» وتعنى «الأسبقية أو الأفضلية فى الحصول على شيء معين» يعمل من أجله الراغبون فى هدف أو غاية محددة يتميزون بها عن غيرهم من البشر.

وتنحصر الأولويات بين أفراد الشعب فى فئتين: الأولى تقتصر على البحث عن لقمة العيش بمختلف الوسائل بما فيها التسول وقبول حياة الكفاف وتحمل المعاناه لتوفير متطلبات أسرهم واحتياجاتهم

الثانية: تواصل مسيرتها فى امتلاك واستحواذ كل شيء وصولا الى المواقع العليا وممارسة كل الأنشطة التجارية والصناعية الفائقة الربحية وكل مجالات التعليم والاسكان والصحة وحتى الصحافة والإعلام .. ولقد استجدت على مجتمعنا بعد زوال المستعمر الأجنبى أولويات غريبة تتنافى مع تقاليدنا وهويتنا وتحمل مخاطر غزوة أجنبية وتتضح فيما يلي:

أولا: اللغة.. فقد انتشر استخدام اللغة الانجليزية فى جميع المناطق بأحياء القاهرة ومدن المحافظات وأصبحت علامة مميزة لدور التعليم من مدارس وجامعات ومتاجر ومحال بيع السلع والبضائع وحتى ملابس الرجال والنساء والمطاعم ومراكز الخدمات, ناهيك عن إعلانات السينما والمسرح والمسلسلات بجانب التجمعات السكنية فى المدن الجديدة والمناطق السياحية، واحتلت إعلاناتها جدران الأبراج والأسوار وأسطح العمارات وصفحات كاملة بالصحف رغم أن قيمتها تدفع بالعملة المصرية ..وخصصت الشركة المصرية للاتصالات لطالبى الخدمة من تليفونات أرقاما لمن يتحدث العربية وأخرى لغيرها وكأنهم أصبحوا أغلبية أو نسبة عالية فى بلادنا.

ثانيا: العملة وكان من أخطر أساليب استخدامها ماحملته إحدى الصحف اليومية من إعلان بارز على مدى 3أيام بعنوان «فرصة عظيمة للبيع» لقطعتين من الأرض الزراعية إحداهما ستة أفدنه والأخرى 5أفدنة و16قيراطا ومساحة 4 قراريط «أرض مبانى» بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ والأولوية لمن يدفع بعملة أجنبية.

ثالثا: اكتساب الجنسية الأجنبية لدول مختلفة من جانب رجال المال والأعمال واعتبارها وسيلة لحماية استثماراتهم وأموالهم داخل مصر وخارجها، واستخدمها أحدهم بإقامة دعوى قضائية بأمريكا ضد مصر بحجة أن قوانينها تعوق الاستثمار بالإضافة الى المقيمين من العاملين فى الدول الأجنبية والملتحقين بالدراسة فيها.

وفى تقرير لجهاز التعبئة والإحصاء أن أكثر من 350 ألف مصرى يحملون الجنسية المزدوجة منهم 200ألف فى أمريكا بخلاف المولودين هناك والذين فازوا بالمنح وحصلوا على الجنسية ويوجد 4ملايين آخرون فى انتظار الحصول عليها بجانب الآلاف ممن يحملون جوازات سفر أجنبية ويكتسبون الجنسية دون الاحتفاظ بجنسيتهم سنويا .. ولذلك تقتضى الضرورة التنبيه بمخاطر هذه الثلاثية الأجنبية والتحذير من تداعياتها على الأمن القومى واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف