>> الفن ليس إثارة غرائز أو وسيلة ترفيه أو فترة تسلية...
الفن.. رسالة وقيمة ومبادئ وأخلاق..
الفن ترويح وتعليم وتهذيب وإلهام..
الفن.. يخاطب العقول ويرسخ فى الصدور.. كل ما يرتقى بالإنسان ويصنع المجد للأوطان...
الفن.. يُعلم ويُهذب.. بقصيدة شعر.. برواية أدبية.. بقطعة موسيقية.. بلوحة فنية.. بفيلم أو مسلسل...
«بلاها» فن.. إن لم يكن هذا الفن.. أحد أهم بناء قواعد مجد الوطن!.
علينا أن نمسك بأيدينا وأسناننا على هذه الحقيقة.. فى مواجهة تيار فوضى رهيب.. يحاول باستماتة.. إخراج الفن المصرى بكل عراقته.. عن مساره الوطنى التنويرى..وعلينا ألا ننسى.. الدور الريادى المسئول العظيم للفن المصرى.. تجاه أمته العربية..
من هنا.. علينا أن نوقف هذه السنة.. المسخرة والمهزلة المتكررة من «كام» سنة.. للتشويه والتدمير والإسفاف والاستهزاء والتدنى فى لغة الحوار.. والإيحاءات المُنحطة والتحرش المباشر الصريح...
البرنامج تنتجه محطة MBC من سنوات.. وتصرف عليه بسخاء.. والبداية تفاعل معها المصريون.. على أنها محاولة لإضفاء البهجة والضحك.. من خلال برنامج قائم على «المقالب».. التى تتسبب فى ردود فعل مختلفة.. مفترض أنها تثير الضحك!.
هذا الأمر لم يحدث.. لأن الأصل فى برامج «المقالب».. أنها بلا نجوم يقدمونها.. وأنها يتم تصويرها فى الشارع ويتعرض لها مواطنون عاديون بدون ترتيب أو اتفاق.. وهذه الحالة الطبيعية.. يتم تصويرها.. بردود فعلها الطبيعية.. التى تثير فعلًا ضحك من يشاهدها.. وتشاور لنا على السمات الشخصية للإنسان.. التى تكشف عنها ردود الفعل!.
فى برامج المقالب بألمانيا وغيرها.. كل حلقة عبارة عن «مقلب» جديد.. يتم تصويره فى الشارع.. أمثلة مختلفة من المجتمع.. كبار وشباب.. والفكرة من المقالب.. هى التعرف على رد فعل الإنسان الذى تعرض لهذا المقلب.. وهو ما يثير الضحك.. وبطبيعة الأمور.. بعد وقوع «المقلب».. يتم إطلاع صاحبه على الحقيقة.. والحصول على موافقته فى الإذاعة!.
فى هذه البرامج.. لا توجد كلمة واحدة بذيئة!. الهدف رؤية نفوسنا.. والضحك على ردود فعلنا فى مواقف معينة!. احترام كامل للمواطن.. واستحالة الانتقاص من شأنه و«التريقة» عليه أو التحرش به!.
فى هذه البرامج أفكار مهداة للمجتمع ورسائل موجهة للمجتمع ورصد لأمور بعينها يحتاج إليها المجتمع!. الحكاية.. ليست «سبوبة» إنما برنامج ترويحى يضحكك ويُعلمك فى آن واحد.. مثل!.
شارع.. سيدة تحمل طفلها النائم فى كرسى الأطفال.. الأم وصلت عند سيارتها.. وضعت كرسى الطفل على سقف السيارة.. حتى تخرج مفاتيح السيارة من شنطة يدها.. أخرجت المفتاح وفتحت الباب.. ودخلت السيارة وجلست خلف عجلة القيادة.. وأغلقت الباب وأدارت السيارة وتحركت.. وطفلها فى كرسيه على سقف السيارة!.
موقف يمكن أن يحدث.. تعالوا نعرف ماذا حدث؟.
السيارة تحركت عدة أمتار للأمام.. والكاميرا ترصد رجلًا لاحظ ما حدث.. وللحظة وقف متسمرًا من الموقف.. وعندما أفاق لما يحدث كانت السيارة قد انطلقت وهو يجرى وراءها ويصرخ.. وفجأة حدث ما لم يكن فى الحسبان!.
خطاف كبير فى نهاية سلك صلب متدلٍ من رافعة ونش.. الخطاف شبك فى يد الكرسى.. ليعلق الكرسى والطفل داخله فى الخطاف الذى يرتفع لأعلى.. وصوت بكاء الطفل أصبح أعلى.. والأم بالسيارة اختفت!.
الناس «إتلمت» حول الرجل.. صحيح حجم الناس.. «مش زينا».. إلا أن هناك من اهتم.. وراحوا مع الرجل يفكرون.. ماذا يفعلون؟. الأم انطلقت بسيارتها وهى لا تعلم أن ابنها «ضاع»! والطفل الرضيع معلق فى ونش.. غير مرئى لنا.. والذى نراه رافعة عالية موازية للأرض.. نرى طرفها الذى فيه الخطاف والطفل الذى يستبعد.. ولا نرى قاعدة الرافعة أو الونش!.
.. وقبل أن تتطور الأمور.. يتدخل مخرج البرنامج.. لأجل أن يكشف أنه مقلب!. وأن الرضيع الذى يبكى.. ما هو إلا لعبة على شكل طفل!.
هذا المقلب وقع فيه العديد من شباب وبنات ورجال وسيدات وردود الفعل اختلفت.. وهناك من «عمل» نفسه وكأنه لم ير حاجة!. ومن أخذته الشهامة وجرى خلف سيارة الأم وانقطع نفسه!. فى النهاية.. المقلب يكشف لنا نفوسنا.. لنضحك على أنفسنا.. بدون الإساءة لأحد!.
الـMBC أخذت فقط الاسم.. وقدمت لنا برنامجًا أراه واحدًا من أدوات الاستهزاء والتشويه بل والتدمير المتعمد والمقصود.. للصورة الذهنية.. لنجوم ومشاهير.. هم بحكم النجومية والشهرة.. قدوة لملايين الأطفال والشباب!. لو أننا نؤهل النشء فى الكورة والوجوه الجديدة فى الفن.. لكيفية التعامل مع الشهرة والفلوس.. والانضباط والالتزام فى التصرفات.. لو فعلنا هذا.. ما رأينا ذلك!.
رأينا نجمًا قبل على نفسه مقدمًا.. المرمطة وقلة القيمة والتريقة مقابل حِفْنَة دولارات!. رأينا نجمًا قبل على نفسه فكرة التواطؤ مع البرنامج والاستهزاء بالمشاهد.. على أنه لا يعرف شيئًا.. وأنه فوجئ ويتفاجأ!.
هذا الضيف الذى قبل أن يتمسخر لأجل حفنة دولارات.. هذا النجم أو مشروع النجم.. البرنامج «عَلِّمْ» عليه.. وحفر فى ذهن الأطفال والشباب وعقلهم الباطن.. صورة الإنسان المهزأ.. اللى جرجروه بفلوسهم لأجل فاصل تريقة واستهزاء به وسخرية منه.. قبل أن يجعلوه «مُسْخَة» وهو يمثل انفعالات الخوف ويصرخ ويتمرمغ على الأرض!.
البرنامج لا يكتفى بتشويه المشاهير «اللى» عندك.. بقبولهم فكرة التحايل على المشاهد.. وبكم الاستهزاء بهم على لسان مقدم البرنامج.. إنما تحول هذه السنة.. إلى قاعدة إشعاع للتحرش.. لدرجة أن!.
جريدة الوطن على صفحتها الأخيرة يوم السبت الماضى 19 مايو.. أفردت مساحة كبيرة.. للبيان الذى أصدرته خريطة التحرش الجنسى.. وأدانت فيه مُقدم البرنامج.. على الألفاظ والأوصاف التى أطلقها فى مقدمة الحلقة.. باعتبارها تحرشًا لفظيًا صريحًا!.
الناشطة السعودية سعاد الشمرى على حسابها فى تويتر.. هاجمت القناة ومقدم البرنامج قائلة: الأوصاف التى قالها مقدم البرنامج وهو يقدم عبير صبرى.. كلها تندرج تحت طائلة التحرش!. مفردات قذرة مسيئة لأى امرأة.. وتعابير جنسية هابطة!. كيف مر السيناريو بكل مفرداته السيئة على رقابة الـMBC.. وهل معقول لا يوجد سقف لهذا الإسفاف؟.
وبدورى أقول: لا يوجد سقف ولن يوجد.. طالما الأمر يدخل فى نطاق تدمير وتشويه الشخصية المصرية!.
من المضحك وشر البلية ما يضحك.. ما قاله مسئول فى القناة إياها.. إن كل الحلقات المذاعة جاءت بموافقة النجوم.. وبالتالى جميع الضيوف وافقوا على ما جاء فى الحلقات!.
المسئول يريد القول بأن النجوم قبضوا ليتهزأوا!.
مسئول القناة المستفز قال أيضًا: البرنامج كوميدى وليس تربويًا!.
معنى كلام سيادة المسئول فى القناة إياها.. أن الشتيمة والقباحة وقلة الأدب على الكيف.. طالما أنه برنامج غير تربوى!.
سيادته لا يعلم.. أن كل حرف بكلمة فى جملة على سطر فى كل مجالات الفن..رسالة وقيمة ومبدأ!.
فعلًا إن أمنت الحساب.. أسأت الأدب!.
...........................................................
>> المدير الفنى لأى فريق كرة.. هو المسئول الأول والأخير.. وجرى العرف على منحه سلطات مطلقة بلا أى تدخل.. وفى نهاية الموسم الحساب!.
قرار السلطات المطلقة الممنوحة للمدير الفنى.. يمكن أن يتحمل أكثر من وجهة نظر.. كلها مختلفة وكلها صحيحة!.
وجهة نظر تؤيد عدم التدخل فى اختصاصات المدير الفنى تحت أى ظرف.. إلا فى نهاية الموسم!.
وجهة نظر ترفض ذلك.. وحجتها.. وماذا سيفيد التدخل بعد «خراب مالطة»!. وجهة نظر ثالثة.. تمنح المدير الفنى السلطة المطلقة.. وتمنح إدارة النادى الفنية المحترفة.. سلطة التدخل بإبداء الرأى والحوار مع المدير الفنى.. فيما لو نجمت أزمة أثرت على الفريق.. أو اختلف عليها الرأى العام!.
ملاحظة: الإدارة التى تتدخل هنا.. هى إدارة فنية متخصصة محترفة.. لا إدارة إدارية والتدخل فى الحجرات المغلقة.. وليس فى الإعلام والتواصل الاجتماعى!.
ملاحظة أخرى: علينا الاتفاق أنه لا يوجد أى «شَبَه» بين النادى الكروى فى الدول المتقدمة كرويًا.. وبين أنديتنا التى «تتعاطى» الكورة!. النادى هناك مؤسسة اقتصادية تعمل فى مجال كرة القدم.. والنادى عندنا مؤسسة رياضية اجتماعية.. إداراتها هواة وليسوا محترفين وكرة القدم واحد من أنشطتها الرياضية.. وإن كان الأهم!. أنديتهم فيها إدارة فنية محترفة.. أنديتنا.. المتقدم منها عنده لجنة للكرة تعمل متطوعة لا محترفة متفرغة!.
السلطة المطلقة للمدير الفنى فى الأندية بالدول المتقدمة كرويًا.. تتعامل معها سلطة فنية محترفة مطلقة فى إدارة أزمات داخل أى فريق.. وإدارة النادى الفنية المحترفة.. طبيعى أن تتدخل.. فيما لو رأت حتمية التدخل.. لأن مصلحة الفريق فوق الجميع!.
المسألة عندنا مختلفة جذريًا.. وكل ناد ومزاجه!. عندنا.. أغلب الأندية تعقد اجتماعًا عاجلًا لمجلس الإدارة عقب أى هزيمة لمناقشة أسباب الهزيمة.. والمضحك.. أن المجلس الذى يجتمع عاجلًا لبحث أسباب الهزيمة.. ليس فيه عضو ارتدى شورت وفانلة فى حياته!. وعندنا أندية.. رئيس النادى هو الكل فى الكل!. وبطبيعة الأمور السلطة المطلقة للمدير الفنى هنا.. على نفسه!. هو راضٍ ومرضى بالتدخل فى اختصاصاته.. طالما هو باقٍ فى عمله!. وعندنا أندية.. وربما ناد.. أبعد الكرة عن مجلس الإدارة.. وعمل لها لجنة كرة.. صحيح أنها ليست متفرغة.. إلا أنها موجودة!. المدير الفنى هنا.. له سلطات مطلقة.. وهذا تقليد معمول به من زمان!. محصلة التفويض المطلق للمدير الفنى.. حصدت بطولات كثيرة.. إلا أن!.
التجربة أثبتت أيضًا.. أن السلطة المطلقة للمدير الفنى عندنا.. دون تَّدخُل إلا فى نهاية الموسم يمكن أن تتسبب فى كوارث.. مثلما حدث!.
تسألون.. والحل؟.
فورًا.. أندية محترفة فى لعبة واحدة هى كرة القدم!. هذه الأندية مؤسسات اقتصادية فى مجال الكرة!. إدارات هذه الأندية كفاءات محترفة متفرغة!. عندما يحدث هذا.. تكون سلطات المدير الفنى مطلقة.. ومقابلها وفوقها إدارة فنية محترفة.. سلطاتها بلا حدود!.
وقتها.. لا انحراف لسلطة ولا تداخل للسلطات!.
...........................................................
>> بمناسبة المدير الفنى وسلطاته المطلقة.. عندى مستر كوبر مثال!.
الرجل على الورق هو المدير الفنى.. وهو المسئول الأول والأخير وهو الذى يختار وهو الذى يخطط وهو الذى يدير وهو الذى يقول.. ومع كل هذا!.
الشواهد على فترات.. تقول غير ذلك!.
فى مواقف كثيرة.. وإن شئنا الدقة أزمات كثيرة.. ظهرت عليها «بصمات» لا تمت بصلة لمستر كوبر.. ما علينا!.
أعود إلى حدوتة السلطة المطلقة للمدير الفنى.. ومستر كوبر.. وحقه فى اختيار أعضاء المنتخب!.
أتوقف عند آخر اختيار.. وأمام تصريح أو تبرير أو توضيح لمستر كوبر.. عن سبب عدم اختياره للنجم حسين الشحات.. كوبر قال وليته ما قال:
استبعاد حسين الشحات.. جاء من أجل ضم لاعب آخر.. وهذه هى كرة القدم!.
وأوضح كوبر.. أن الجهاز الفنى.. يحاول مراعاة بعض الاحتياجات والمعايير فى اختياراته.. وأن ضم حسين الشحات.. يستوجب استبعاد أحد من اللاعبين محمود تريزيجيه أو رمضان صبحى أو عمرو وردة أو محمد صلاح.. وعلى الجميع أن يفكر بهذه الطريقة!.
واختتم كوبر كلامه بقوله: هناك سؤال مهم.. هل اللاعب المستدعى للمنتخب يستجيب لأسلوب العمل الخاص بنا.. أم لا؟.
المدير الفنى صاحب السلطة المطلقة.. أنهى تصريحه.. بشرط تعجيزى لا علاقة له بمستوى أو مهارة أو إمكانات.. ألا و هو الاستجابة لأسلوب عمل الجهاز الفنى!.
عندك مهارات الدنيا.. لكنك فى نظر الجهاز الفنى غير مستجيب.. «يبقى تِرَوَّح»!. دمك تقيل.. يبقى ما «تجيش» أصلًا!.
هنا أسأل مستر كوبر: كيف عرفت أن الشحات لن يستجيب لفرمانات حضرتكم؟. أنت لم تستدعه لتعرف!. بل إنك لم تتكلم أصلًا معه!. مستر كوبر: هل فكرت أن تسأل المدير الفنى لنادى العين عن الشحات.. لأجل أن تعرف إن كان يصلح ويستجيب لكم؟.
نذهب إلى حسين الشحات.. فنكتشف أنه تم استبعاده.. لأن اختياره لابد أن يكون على حساب.. محمد صلاح أو تريزيجيه أو رمضان صبحى أو وردة!.
معنى الكلام.. أن الشحات أقل مستوى من اللاعبين الأربعة الذين يلعبون على طرفى الملعب فى الهجوم!.
إن كان الأمر كذلك.. فإن الشحات بإمكانه اللعب وسط مهاجم وبإمكانه أن يكون صانع ألعاب احتياطيًا لعبدالله السعيد.. خاصة أنه فى الـ11 مباراة التى لعبها بالدورى الإماراتى.. سجل 7 أهداف وصنع 11 هدفًا!.
إن كانت المسألة حقى وحقك.. الشحات أفضل من نصف اللاعبين الذين تم اختيارهم.. فنيًا وذهنيًا وبدنيًا.. ويكفى أنه لاعب كرة قدم بجد.. ويكفيه.. اختياره أفضل لاعب بالدورى الإماراتى.. رغم أنه احترف فى نادى العين فى نصف الموسم تقريبًا!.
إن كانت المسألة حقى وحقك.. أفضل من يلعب حاليًا فى مركز الظهير الأيسر للمنتخب لاعب النادى المصرى المتألق محمد حمدى.
إن كانت الحكاية حقى وحقك.. أحمد جمعة رأس حربة النادى المصرى.. هو الأساسى فى هذا المركز وأى أسماء تأتى بعده!.
وبمناسبة الكلام عن أحمد جمعة ومحمد حمدى.. أود الإشادة بالكابتن حسام حسن وفريق المصرى والتطور المذهــــل فى مستواه.. والجبهــة اليســــرى الموجـــــود فيــــها محمد حمـــــدى وأمامه فى وسط الملعب إســـــلام عيسى ويقينى أنه صانع ألعـــــاب موهوب.. وأراه البديل الحقيقى الكفء فى المنتخب للنجم عبدالله السعيد!.
مستر كوبر.. مشكلتك التى أصبحت مشكلتنا.. تصورك.. بأننا لا نعرف أن الاختيارات للمنتخب.. أنت آخر من له رأى فيها!.