د . ضحى أسامة راغب
بريق الأمل .. رمضان.. والتغيير الحقيقي
رمضان يعلمنا يربينا ويغرس في نفوسنا قيماً رقراقة ومباديء سامية فهو ميدان الانتصار الحقيقي علي النفس والهوي. وإذا انتصرنا في هذا الميدان انتصرنا في سائر ميادين حياتنا.. فأمامنا ميادين الحياة المختلفة بشتي أنواعها وأشكالها وألوانها.. فمن هذا المنطلق ميدان الطاعة ومغالبة النفس والهوي إذا تغلبنا فيها وارتقينا فيها تغلبنا علي صعوبات الميادين الأخري. فلا أعرف غير الصيام فريضة توسع الصدر. وتقوي الإرادة. وتزيل أسباب الهم. وتعلو بصاحبها إلي أعلي المنازل. فيكبر المرء في عين نفسه. ويصغر حينها كل شيء في عينه. هي حالة من السمو الروحي لا يبلغها إلا من يتأمل في حكمة الله من وراء هذه الفريضة وما أن نودع آخر لياليه إلا ونرجع إلي ما كنا عليه قبل رمضان "إلا من رحم الله". ندخل رمضان بعزم وجد علي تغيير أنفسنا وأحوالنا وعلاقاتنا. ولكننا نفشل في الاستمرار بعد رمضان. فلكي نبقي صلتنا بخالقنا ممتدة غير محصورة بزمان ولا مكان. فلابد من وسائل وطرق لحصوله. فالتغيير لا يحصل بالتمني. فلابد من أن يتحرك دافع التغيير الكامن في النفس من خلال الإرادة والعزيمة والعمل الجاد علي التغيير. ليس للتغيير فحسب. بل لتكون نتيجته هي الباقية حتي بعد رمضان. وهذا هو التغيير الحقيقي.
فلنغتنم شهر التغيير من أول أيامه. ولنستغل ساعاته ولحظاته. لننعم برضا خالقنا. ولنفوز بخيري الدنيا والآخرة. لذلك أحبتي فلنجعل من رمضان شهر الاجتهاد والفرار إلي الله. فالعمر فرصة لا تعوض وقد لا ندرك رمضان آخر. فمن سره بلوغ رمضان» فليحرص علي أن يكون مسروراً أيضاً في آخره. بالفوز بالقبول والعتق من النار.
هنيئاً لمن أدركهم رمضان وهم في عافية ونعمة وأمان. فأحسنوا استقباله وصيامه وقيامه. وتعرضوا لنفحات ربهم سبحانه حافظين لحدوده. معظمين لشرعه. فتنافسوا في الطاعات واجتنبوا السيئات. ويا بشري من كان همه ومراده تقوي الله والاخلاص. وصدق في التوبة من ذنبه والإنابة إلي ربه. فأهلاً بك شهر رمضان شهر الرحمة والمغفرة دمت تحمل لنا دائماً نسمات الخير والاحسان فهنيئاً لنا بقدومك يا خير زائر علي قلوبنا.