فريد إبراهيم
بالحسني .. شواذ الفكر "3"
من أغرب ما بدء يتداول ويتكرر علي ألسنة بعض منا نحن العرب أن إسرائيل من حقها أن تعيش في أمن. وهو كلام من أغرب الغرائب". كنا نعجب منه إذا ما قاله غربيون يبررون لجريمتهم الكبري في فلسطين التي أبيد خلالها أبرياء لا ذنب لهم إلا الإقامة في وطنهم وطرد أبرياء أيضاً لم يجن أحد منهم جريمة إلا أنهم أصحاب الأرض التي سطا عليها قوم من شتي أنحاء الدنيا حتي تتخلص أوروبا منهم وحتي يقيموا وطناً يتصورون أن سيدنا عيسي عليه السلام سينزل بعد إقامته وبعد تدمير ما حوله من دول عربية وهم بذلك يساعدون المسيح فسمعنا من يقول منهم إن إسرائيل دولة في بحيرة من الأعداء الذين يريدون إبادتها.
أما أن نسمع من عرب آخرهم قيادات قطرية كلاماً كهذا كأن المعتدي عليه يومياً ويموت منهم يومياً هم إسرائيل وليس الفلسطينيين وكأن اعتداءات الطيران علي سوريا وعلي غزة تقع علي الصهاينة وليس في سوريا وفي غزة وكأن عمليات العبث في أمن الدول وفي اقتصادها وفي كثير من أمورها تتم من قبل عرب ضد إسرائيل وليس العكس.
إن ما يحدث حالة من الشذوذ في الفكر والنظر إلي الأشياء فالعرب يسقطون دولة دولة بيد إسرائيل التي هي أمريكا وأمريكا التي هي إسرائيل واقتصادهم ينهار وتمارس عليهم حالة من البلطجة والابتزاز صباح مساء ويقتلون بعضهم بعضاً بيد أمريكا أم إسرائيل وإسرائيل ابنة أمريكا إلا أننا حين نسمع نجد من يقول إن من حق إسرائيل أن تعيش في أمان ولا نسمع أن من حق فلسطين أن تعود دولة ذات سيادة وتحصل علي الفتات من أرضها لتقيم دولة بعد أن اغتصبت أراضيها عصابات من شتات الأرض بدعم دولي شديد وتحت أعين الجميع وقامت بتدمير مدن كاملة بسكانها وقتلت آلاف مؤلفة من العرب العزل ومازالوا يقتلون صباح مساء دون أن يعبأ بهم أحد.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك لكننا لا نعدم من يقول لنا إن المسجد الأقصي ليس في القدس وأن رسولنا صلي الله عليه وسلم لم يسر به إلي المسجد الأقصي ولم يعرج به من هناك.
وكأني بالقرآن يذكرنا بهذا المنهج الشاذ في الفكر وتناول الأشياء في قوله "افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحزنونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون".