الجمهورية
يحيي علي
صباح جديد .. الأحزاب.. مجرد ألقاب
التعددية الحزبية في الأصل إثراء للحياة السياسية وتنوع الرؤي والأفكار والمحاور لتدفع الحياة السياسية إلي الأمام.. تعدد الأحزاب يعني تعدد الحلول للأزمات.. تعدد المسارات لمواجهة أي مشاكل.. تعدد الأحزاب يعني أن هناك أكثر من يد تعاون وأكثر من رأس تفكر.. تعدد الأحزاب ثراء في كل الاتجاهات.. فهل هذا يسري علي أحزابنا التي زادت بعد 25 يناير 2011 إلي أكثر من مائة حزب.. قطعاً لو أجريت مسابقة لآلاف الشباب ليذكر أسماء خمسة أحزاب فقط ما فاز أحد.. لأن أكثر المثقفين الشباب ربما لا يذكر إلا أسماء حزبين أو ثلاثة علي الأكثر.. لكن 106 أحزاب.. لا وجود لها في الشارع المصري.. ولا أحد يعرف دورها ولا هدفها.. وماذا قدمت للحياة السياسية والاجتماعية.. قطعاً لا شيء.. الأحزاب لدينا ربما لا تزيد علي مقر وجريدة لا تستمر أكثر من أسابيع ثم تتوقف.. ففي ظل الفوضي التي أعقبت 25 يناير.. سعي الكثير من رجال الأعمال لامتلاك حزب يضيف إلي سيرته الذاتية أنه رئيس حزب كذا.
***
من هنا.. حان وقت عدم الاعتداد بأي حزب لم يكن له دور إيجابي في الحياة السياسية والاجتماعية.. أو لم يمثل في البرلمان بخمسة أعضاء علي الأقل.. فلم تعد لدينا تعددية حزبية.. وإنما فوضي حزبية.. بلا ضابط ولا رابط.. لا تشارك في إثراء العمل الاجتماعي أو السياسي.. وإنما يسعي من خلالها مالك الحزب أو رئيس الحزب لتحقيق أي مكاسب سياسية واجتماعية أو استثناء في أي خدمات.. شقق أو أراض أو عطايا حكومية.
***
وأتحدي أي حزب من أحزابنا المائة أن يكون قد قدم ورقة عمل علي سبيل المثال لحل أزمة البطالة وتشغيل الشباب.. أو قدم برنامجاً وطنياً.. لحل أزمة تلال المخلفات والقمامة التي تسد الشوارع والميادين.. أو قدم دراسة للقضاء علي العشوائيات أو معالجة موضوعية لمشكلة الإيجارات القديمة والحديثة.. أتحدي أي حزب تناول في برنامج أو دراسة أزمة أصحاب المعاشات الذين يتقاضون الملاليم التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. بينما أكثر من 600 مليار جنيه ضمها وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي إلي الموازنة.
***
أتحدي أي حزب أو رجل أعمال ساهم في حل أزمة إشارات السكة الحديد.. أو وضع تصوراً للنهوض بالخدمات في النقل والطرق.. أو أزمة المرور.
***
علي كل حزب أن يدرك دوره الواعي والوطني في الحياة السياسية والاجتماعية.. فلم يكن أبداً دور الأحزاب المتاجرة بجريدة وتعيين البعض بها لدخول النقابة بمبالغ طائلة.. ولم يكن دور الحزب أبداً مجرد اسم يضاف إلي السيرة الذاتية لصاحبه أو تحقيق مكاسب مادية ومالية.. أو التسلل إلي مجلس النواب.
***
لقد آن الأوان أن تندمج الأحزاب الهشة في كيان واحد قوي.. يضيف إلي الحياة السياسية ويثري حياتنا الاجتماعية بحلول غير تقليدية للمشاكل المزمنة التي نعاني منها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف