الوفد
علاء عريبى
بيان تركى آل الشيخ
استمتعت مثل غيرى بقراءة بيان تركى آل الشيخ وزير الرياضة السعودي، وللإنصاف الرجل كما يقولون فى الخليج: ما قصر، وقد سبق وقدم للخطيب ومجلسه، حبا فى النادى الأهلي، ما يفوق الخيال، وأمام كل هذا تعاملوا معه كأنه، على حد وصفه، شوال أرز، أو بنك يسحبون منه ما يريدون دون توجيه شكر أو عرفان بالجميل.

لا أنكر أبدا محبتى للنادى الأهلي، ورثت حبه والانتماء إليه عن والدى رحمة الله عليه، فقد ورثنى أنا وأخوتى الذكور حب هذا الفريق، لكنه رحمة الله عليه لم يزرع فينا التعصب، بجانب حب الأهلى ومساندته زرع فينا تشجيع اللعبة الحلوة، وأن الخسارة والمكسب يحسمها المستطيل الأخضر، الفريق الذى يجيد اللعب هو الذى يستحق الفوز، وبعون الله وفضله فقد أورثت أبنى حب النادى الأهلى، وأحاول معه أن يتقبل الخسارة، وألا يتعصب، فهى مجرد لعبة، ومن يلعبها ينال الحسنيين: الشهرة والأموال، وبعد المباراة يستمتع اللاعب بوقته، وأنت تحمل الغم والهم.

بعد سنوات من الاهتمام انصرفت تدريجيا عن متابعة مباريات الكأس والدوري، لماذا؟، أولا: بسبب ضعف المهارة واللياقة والمباريات وتخاذل اللاعبين، وثانيا: لأن المتابعة ترفع الضغط، أنت لا تكتفى بدور المشاهد، بل تتقمص العديد من الوظائف، اللاعب، والمدرب، والمشجع بحكم رؤيتك للملعب ككل، تصرخ، وتنصح، وتقترح، وتشتم، وتسب، عندما يخفقون فى تنفيذ ما خططت له أو تمنيته وأنت جالس فى مقعدك.

صحيح أننى لم أتابع منذ حوالى 30 سنة، لكننى أعلم جيدا، مثل غيري، أن العديد من رجال الأعمال المصريين والعرب، يتبرعون للأندية التى يشجعونها، مثل الأهلى والزمالك، وأن أغلب مكافآت اللاعبين وأزمات الأندية تصرف بشيكات منهم، وهذا ما يحدث فى العالم أجمع، ولا يعد عيبا، لكن العيب بمعنى كلمة «عيب» أن نتعامل مع من يساعدونا ويساندونا ويحبوننا بجليطة، أو بنكران الجميل، ما رواه تركى أل الشيخ فى بيانه من وقائع مخجل ومؤسف، ولا يمت بصلة لأخلاقيات الشعب المصرى، ولا لمبادئ وأخلاقيات النادى الأهلي.

حسب البيان الرجل لم يتدخل فى سياسات أو قرارات النادي، بل أن رئيس النادى ومجلسه هم الذين كانوا يستعينوا به لإنهاء مشاكلهم المالية والإدارية، وكانوا يكلفونه بأمور ثم يتراجعون فيها.

ما رواه تركى آل الشيخ يحتاج إلى توضيح من رئيس النادى الأهلى ومن مجلسه، ولن ينتقص منا شيئا إذا كانت الوقائع صحيحة، أن نتقدم باعتذار للرجل، الاعتذار شيمة الكبار والشرفاء، أما أن تختار الصمت هربا وخجلا، فنحن نقول لك: عيب، والأفضل لك أن تتقدم باستقالتك.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف