ارتبط مفهوم الانتماء لدي الكثيريين بأن القصد منه يخص الإحساس بالوطن فقط لاغير. والحقيقة أن الانتماء هو يمثل مصدرا للإشعاع في اتجاهات متعددة سواء اجتماعيا أوسياسيا أوثقافيا . ولهذا يجب أن يكون علي رأس اهتمامات السادة المسئولين عن منظومة التعليم في مصر هو ترسيخ مفهوم الانتماء ومعناه في وجدان الطفل أثناء مراحل تعليمه الأولي حتي تكبر معه . ويصبح جزءا من أعماقه يصعب علي أي إنسان آخر أن يهمش ذلك الأحساس العظيم في صدره . فالحرص علي تحية العلم وترديد النشيد الوطني في طابور الصباح عند طلاب المدارس سيعيدهم إلي حضن الوطن بعد أن حاول أعداؤه من جماعة الإرهاب أن تطمس معالم ذلك الشعور في أعماق الشباب الصغير حتي يمكن استغلالهم في تحقيق أهدافهم الدنيئة بتدمير البلاد ومحو تاريخ حضارتهم من أذهانهم ليصبحوا مجرد خيالات بلا كيانات واداة طيعه في أيديهم الملوثة بدماء شعبنا العظيم. الانتماء بالتأكيد سيحمي شريحة كبيرة من غربة الوجدان التي أصبحوا يعانون منها بسبب الأحداث المتلاحقة الغامضة والمثيرة للشبهات التي تحاصرنا من كل جانب . فبالانتماء سوف ترتقي المشاعر وتحترم المباديء والمثل وستختفي الظواهر الاجتماعية المتدنية كالتحرش أو الانفلات الأخلاقي. وبالانتماء أيضا سوف يرتكن رجال الأعمال والصناعة إلي ضمائرهم وسيضعون مصلحة بلدهم فوق كل اعتبار وستتواري النفوس الضعيفة ويختفي جشع التجارمراعاة للظروف الاقتصادية من أجل البسطاء والذين من أبسط حقوقهم توفير لقمة العيش لهم بأسلوب متحضر وغير مهين . بل سيتزداد الالتزام بميثاق الشرف لكل المهن علي مختلف أشكالها . فعندما يستعيد المجتمع إحساسه بالانتماء الحقيقي فلن يجرؤ أي دخيل علي العبث بامننا القومي الخارجي والداخلي ولن يسمح للمارقين أن يعتدوا علي الأراضي الزراعية وتجريفها أولهؤلاء الذين استمرأوا البناء العشوائي . كما يجب أن تقوم به أجهزة الاعلام بصورها المختلفة بالتركيز علي الشعارات التي تتضمن