المساء
محمد جبريل
محمد رسول الله والذين معه "7"
يطرح الكاتب السؤال: لماذا أطلقت علي هذه السلسلة: محمد رسول الله والذين معه. إذا كنت أكتب تاريخ الأنبياء منذ أيام أبو الأنبياء إبراهيم. إلي خاتم الانبياء محمد رسول الله "صلي الله عليه وسلم".
ويجيب علي سؤاله: إني أكتب قصة الإسلام منذ أن دعا إليه إبراهيم الخليل. إلي أن جاء الرسول ليثبت أركانه. وليعلن أن الله سيحفظ دينه إلي يوم الدين "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
لقد كان إدريس أول من أرسل إلي المصريين. فعرفوا التوحيد قبل عصر الأسرات. ثم جاء إلي مصر إبراهيم الخليل. وفي عهد الهكسوس جاء يوسف إلي مصر. ليجعله الملك علي خزائن الأرض. ولتعرف مصر التوحيد - آنذاك - ثم جاء أبوه يعقوب وإخوته. واستوطنوا الدلتا. وكانوا يعبدون الله وحده. لا شريك له.
وكان بنو إسرائيل عرباً. مثلما كان بنو إسماعيل.. لكن اليهود حاولوا - بعد أن أنقسمت مملكة إسرائيل إلي إسرائيل ويهوذا - أن ينفصلوا عن جنسهم العربي بتأسيس جنس لا سند له من التاريخ. فتسموا باسم إسرائيل نسبة إلي يعقوب بن إسحاق.
ويعترف الكاتب أنه واجه الحيرة. وهو يروي قصة الإسلام منذ إبراهيم إلي محمد. عند قصة النبي أيوب.
ثمة من قال إنه من أهل عمان. ورأي آخر أنه ظهر في نجد. وذهبت آراء كثيرة إلي أنه نبي عربي. وليس من أنبياء إسرائيل. لكن الجميع اتفقوا علي أنه أنكر عبادة الشمس والقمر. ووصف الذات الإلهية بأنها أعلي من السموات. وأعمق من الهاوية. وأعرض من البحر. وسوي بين الحر والعبد. وكان أول من نص علي البعث في كتب العهد القديم.
ويرد السحار علي عجب البعض من أنه تعامل مع زارادشت أنه رسول. فينفي الزعم بأن الله خص الشعوب السامية بالرسالة والنبوة.
إن آيات القرآن تؤكد أنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير. والعبرة بجوهر الدعوة التي كان يدعو إليها زاردشت. وقد تحددت دعوته في عبادة الله وحده. خالق الكون والناس. وهي دعوة كل الرسل والأنبياء. من قبله ومن بعده.
لقد تعددت الروايات عن بناء الكعبة. ذهبت أساطير إلي أن الملائكة أول من بناها. وقال العرب إن إبراهيم أول من بناها. ثم استوقف الكاتب ما جاء في القرآن الكريم "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" ففطن إلي أن إبراهيم يذكر البيت المحرم قبل أن يؤمر بإقامة القواعد من البيت.
يقول القرآن الكريم "واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً". وقد حدث إدريس قدامي المصريين عن الله الواحد. وعن البعث بعد الموت. وعن الثواب والعقاب. وما جاء في عقائد المصريين من لمحات عن الله الواحد. واعتقادهم في البعث بعد الموت. والحياة الآخرة.
يوضح السحار أنه جمع ما كتب عن إدريس. وجد أنه أول من خط بالقلم. وأول من خاط الثياب ولبس المخيط. وأول من نظر في علم النجوم والحساب. وأول من علم الناس الزراعة. وقد وجد الكاتب أن ذلك كله ينسب إلي الإله الفرعوني أوزوريس. وتوصل إلي أن أوزوريس هو إدريس بعد أن نسجت حوله الأساطير.
وينتهي الكاتب إلي القول: قوي الاعتقاد عندي إن إدريس من ولد في منف. وعلم المصريين الكتابة والزراعة. وأول من بني البيت المحرم هو أوزورويس. إمام شهداء السلف كما قال هيرودوت. ومن أصبح دينوسيس عند الإغريق. فإذا نفضنا الأساطير التي نسجها الكهنة عن أوزوريس. وجدنا أن إدريس وأوزوريس إن هما إلا شخص واحد".
للكلام بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف