لا يمنع الصحفي ان يؤرخ لفترة وجوده داخل الاحداث خاصة اذا كان ملما بالمحفل الذي يؤرخ له وهذا ما جعلني اروي شهادتي خلال هذه القصة القصيرة جدا " طلب مني احد الزملاء الصحفيين ان اقابل احد نواب دائرته الجدد و الذين يدخلون البرلمان لاول مرة حتي احدثه في معاني بعض المصطلحات البرلمانية مثل الاستجواب و طلب الاحاطة و البيان بعاجل و الاقتراح برغبة .. و كيفية عمل " المطبخ " البرلماني .
النائب يمتلك عذرا فهو لم يمارس العمل النيابي او السياسي من قبل ؛ و يحمد له مطالبته بالمعرفة .. النائب يعمل في مجال صناعي فسألته " و كلي ثقة " طبعا كتبت رغبتك لتكون عضوا في لجنة الصناعة فرد علي قائلا لا لقد اشتركت في لجنة " " و هي لجنة بعيدة كل البعد عن لجنة الصناعة فقلت له و لكنك لا تمتلك خبرات الا في مجال الصناعة فقال لي لان النائب " " حبيبي النائب " " قال لي خليك معايا في هذه اللجنة فرددت علي النائب بكل ثقة " لكن الامانة العامة و هيئة المكتب لابد انها ستشركك في اللجنة المواكبة لخبراتك " .
الي هنا و انتهت القصة و لكنها من وجهة نظري قصة " مؤلمة " فقد خذلني المجلس و لم تضع الرجل و فقا لخبراته و لكنها وضعته طبقا لرغبة " حبيبه و صحبه " الذي اصبح رئيسا للجنة .
لقد اخطأ مجلس النواب عندما سمح لكل نائب ان يختار لجنته علي هواه و طبقا لرغبات اصحابهم و حتي لو كانت حجة قيادات المجلس هي عدم تجاهل رغبات النواب فان رغبات و احتياجات شعب مصر اهم من رغبات النواب .
لا شك ان الوطن في احتياج خبرات النواب اكثر من احتياجه لرغباتهم .
بالفعل هناك عدم تناسب في اعداد النواب داخل اللجان و لان خبرة النواب الجدد ضئيلة فيما يخص عمل اللجان فكان لابد من توجيههم و استغلال خبراتهم .. ان كل ذلك باتأكيد يقلل من الرصيد الشعبي لـ " النواب " .
و للحديث بقية ان كان في العمر بقية