الأهرام
محمد حسين
عند مفترق الطرق .. كيف «ضللنا» الطريق؟
تمضى أيام «الشيخ رمضان» بيننا، مسرعة ومتلهفة على الانقضاء والمفارقة العاجلة، وحين ادركته بعد ملاحقة سألته: لماذا تسرع الخطو يا «شيخنا»؟!، فأجاب بصوت تغلفه غلالة رقيقة من الحزن والشجن: لم أتوقع بعد كل هذه القرون من الإيمان والصوم، أن يخرج من يقول إنه لا توجد حكمة من وراء الصيام، وأنه مجرد أمر سيادى إلهى بلا تفسير!!.

أبديت تعاطفا مع «الشيخ»، وأردت ان اخفف عنه، فلم يمهلني، كأنه لا يريد أن يتحدث فى الموضوع، وراح يستكمل حديثه معي، عن ضياع وتعانت الأمة، فقال بإيجاز «لقد ضلت الأمة الطريق، عندما اختارت طريقا آخر غير طريق العدل والحرية، واسقطت من ذاكرتها ما يجب أن تقبض عليه بكل قوتها، وأهملت نجومها الهادية، والصادحة بالحق والعدل والحرية والمنهج القويم.

يسأل «الشيخ» فى صوت قوى ثائر، عن اقوال «الفاروق» عمر بن الخطاب: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا» و «من رأى منكم فى اعوجاجا فليقومه عبر السيف»، وما قاله الصديق، «أبو بكر»: « أيها الناس لقد وليت عليكم ولست بخيركم، فإذا احسنت فأعيوننى وان اسأت فقوموني».

يقرر «الشيخ» فى أسي: هل هناك أعظم من هذه القواعد والضوابط التى ترسى اصول الحكم الرشيد؟ وهل لايزال أحد من الرعية، يقف فى حضرة (الخليفة والرئيس) ويقول بلا خوف: «والله لو رأينا منك اعوجاجا لقومناه بسيوفنا؟

إن بداية الضياع كان حين اختلفت أمور الرئاسة والإمامة، فى حراسة الدين وسياسة الدنيا.

> فى الختام .. يقول الله تعالى فى كتابه الكريم: «ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف