الأخبار
نبيل زكى
كلمة السر .. منطق صفقات المافيا
رغم أن الطريق الي لقاء القمة بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس كوريا الشمالية »كيم جونج أون»‬ تعثر - ولو مؤقتاً - إلا ان بيونج يانج عالجت الأمر بطريقة جيدة، فقد نجحت في توثيق علاقاتها مع كوريا الجنوبية. بل إن رئيسي الكوريتين عقدا قمة ثانية أول امس (السبت) لتبادل وجهات النظر حول تنفيذ بيان »‬بان مون جوم» - المنطقة العازلة بين الشمال والجنوب - الموقع عليه في اللقاءالسابق يوم ٢٧ إبريل.
وكان رئيس كوريا الجنوبية قد أعرب عن خيبة أمل شديدة إزاء قرار ترامب بإلغاء القمة، وقال إنه مرتبك ويشعر بالحيرة بعد الجهود الناجحة التي بذلها لتسهيل عقد هذه القمة. وكان الشعور السائد في كوريا الجنوبية هو الدهشة من موقف ترامب، خاصة ان الأسباب التي ذكرها لتبرير قراره تبدو مضحكة للغاية.. حتي إن المتحدث باسم حكومة كوريا الجنوبية قال: »‬إننا نحاول ان نستخلص شيئاً مفهوماً مما يقصده الرئيس ترامب بالدقة»!.
وتكشف التعليقات في عواصم الغرب أن قرار ترامب يعد بمثابة الضربة الثانية للاستقرار الدولي عقب الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الايراني. وعلق مراقبون علي قول ترامب، في تبرير قراره بشأن إلغاء القمة الامريكية - الكورية بأنه »‬يشعر» بغضب هائل وعداء سافر في تصريحات كيم جونج أون الاخيرة (!).. وجاء في هذه التعليقات أنه إذا قامت السياسة الخارجية لدولة من الدول علي أساس »‬المشاعر الشخصية».. فإن ذلك يعكس حالة من العجز وعدم الكفاءة وانعدام الاهلية.
ومن مؤشرات العزلة الامريكية ان كوريا الشمالية - بموقفها المعتدل، خاصة بعد تدميرها لموقع التجارب النووية في بونجي - ري الذي كان مسرحاً لست تجارب نووية بين عامي ٢٠٠٦ و ٢٠١٧ يوم الخميس الماضي، نجحت في دق اسفين بين واشنطن وسول، كما استخدمت الزخم الدبلوماسي الذي اكتنف مشروع لقاء القمة لإعادة بناء روابطها مع الصين، التي تتجه إلي تخفيف العقوبات عنها، الي جانب تحقيق تكامل اقتصادي مع كوريا الجنوبية التي اصبحت تعيد النظر في فكرة العقوبات المشددة علي جارتها الشمالية.
وهناك من يري ان ترامب لابد قد ادرك أنه يخسر اللعبة الدبلوماسية التي كانت القمة تدور في إطارها، لأن كل ما يهم واشنطن، في هذه اللعبة، هو إثبات فاعلية الضغط والابتزاز، وممارسة منطق وأساليب صفقات المافيا.
»‬إما أن توقع علي هذه الوثيقة أو نقتلك»!
ويقول الكاتب الامريكي جيمس كوجان إن إلغاء القمة يستهدف زيادة الضغط العسكري والاقتصادي علي كوريا الشمالية وإرغامها علي الخضوع لشروط امريكية مسبقة.
والهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة - فيما يري الكاتب - هو أن تكف كوريا الشمالية عن كونها منطقة عازلة بين الصين والقوات الامريكية في شرقي آسيا وتتحول الي دولة عسكرية تابعة للولايات المتحدة علي الحدود الشمالية للصين.. لتغيير موازين القوي في شرقي آسيا علي حساب بكين (عدو أمريكا الآن).
ويقول نيكولاس كريستوف، المعلق في صحيفة نيويورك تايمز الامريكية إن سياسة ترامب تجاه كوريا الشمالية نموذج صارخ للحماقة والسخف.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف