حسين الزناتى
بضمير .. أغنية «سيدى الرئيس»!
بعيدا عن الجدل الدائر حول مضمون وشكل ماقدمه الفيلم القصير«سيدى الرئيس.. سنفطر فى القدس» بين مؤيد ومعارض له فإن الطرفين لايستطيعان أن يُنكرا أنه قد حقق فى دقائق معدودة ما لم تحققه وزارات وقنوات وأجهزة لدول فى الوصول إلى الناس والرأى العام بسرعة وقوة بغرض التأثير عليه!. لقد أثبت الفيلم أن الفن مازال قادراً على فعل مالا يمكن لغيره فعله فى التأثير على الشعوب والدول، وأن الإبداع سلاح بين أيدينا تركناه منذ زمن نستطيع استعادة دوره فى مواجهة حروب ضدنا. فالفيلم قدم مشاهدا من واقع أليم فى وطننا العربى والإسلامى لا نستطيع إغفاله بصوت طفل يتحدث عن بيته فيجده فى الدمار، ويكون موجوداً على مراكب الموت وكلما أغمض عينيه، يسمع انفجاراً، ويشتعل سريره بدخان ونار، وفى النهاية يكون هؤلاء الأطفال هم المُبعدين، المذنبين، المتهمين بالعبادة، والمحكوم عليهم شنقاً بالإبادة، وهم من قُطعت ألسنتهم لأنهم نطقوا بالشهادة.
هذه هى الرسالة التى نطق بها الفيلم لأطفال وصل الظلم بالعالم إلى أنهم لايمثلون له قضية رأى عام! أما الحديث على أن شكل الإخراج بدا وكأن الرسالة تسعى إلى استعطاف رؤساء دول كبرى للنظر فيما يجرى فى دولنا العربية والإسلامية، فإن لوجهة النظر هذه حُجتها فى بعض المشاهد لكنها فى باقى الفيلم تقدم نموذجاً للإصرار والثبات والأمل فى أن العرب سيجتمعون يوماً وهم يفطرون فى رمضان بالقدس وهى عاصمة فلسطين.
وفى كل الأحوال يثبت الفيلم أن الفن والإبداع سيبقى سلاحاً مُهماً لو أحسنا استخدامه نستطيع به أن نؤثر فى واقع ظالم بدلاً من أن نتحول كعادتنا هذه الأيام إلى فريقين نُجادل ونختلف، فيضيع الأثر، ونستكمل معه ضياع القضية!