حجاج الحسينى
مواطن ومسئول .. «مثلث ماسبيرو» ومواجهة العشوائيات
أخيرا ..أصبحت عشوائيات منطقة مثلث ماسبيرو فى ذمة التاريخ، بعد أن أوشك العمل فى هدم المنطقة على الانتهاء، ولن أخوض فى أحداث سنوات طويلة من الشد والجذب وعدم الثقة بين المسئولين والسكان، ولكن ما يعنينا أن نستخلص أقصر الطرق للوصول الى حلول ترضى الناس والمستثمرين والدولة، وأن يكون مشروع إزالة وتطوير مثلث ماسبيرو نموذجا لمواجهة العشوائيات التى تعد بؤرا للجريمة وبيئة خصبة للخارجين على القانون وأوكارا لتجارة المخدرات وحقلا لزراعة جميع الجرائم غير الأخلاقية، يعنى باختصار شديد هذه المناطق تمثل تهديدا حقيقياً للسلام الاجتماعى والاستقرار بطول البلاد وعرضها. ولا يمكن الحديث عن العشوائيات دون رصد ما أنجزته الدولة من جهد فى مدينة الأسمرات ولكن إمكانات الدولة وحدها تتواضع أمام متطلبات تطوير عشرات المناطق العشوائية فى القاهرة مثل مناطق تل العقارب والدويقة، ومنشأة ناصر وبطن البقرة، وحكر السكاكيني، وعزب الهجانة وخير الله، وفى الجيزة مثل الحوتية بالعجوزة والجزارين بالوراق، وكفر الهنادوة، والعشش المنتشرة على شريط السكة الحديد، وداير الناحية، الى جانب عشوائيات الجزر النيلية مثل جزيرة الوراق وجزيرة الدهب.
نحن أمام حقيقة مؤكدة أن الجهود الحكومية المبذولة فى هذا المجال لا تتناسب مع حجم الخريطة العريضة للعشوائيات التى تنتشر فى أطراف وقلب المدن بمختلف المحافظات وأن تطوير العشوائيات لم يعد يتحمل مزيدا من التأجيل بل أصبح مشروعاً قوميا حتمياً، والحل يكمن فى تحفيز واستنفار المستثمرين ورجال الأعمال للمشاركة فى هذا المشروع انطلاقاً من مسئوليتهم الاجتماعية تجاه الوطن، خاصة فى عشوائيات المناطق المتميزة التى يمكن إعادة استغلالها واستثمارها بما يحقق مصلحة جميع الأطراف، فهل تشهد الأيام المقبلة إزالة المزيد من البؤر السرطانية؟.