عباد الله: هذا شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، وفرض فيه الصيام وندب فيه القيام، والجوز والإحسان!.
هبت بإطلالة شهر الخيرات والمكرمات على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب والوصل.!، وجاءت بشارات العفو والصفح! وخمدت نيران الشهوات بالصيام، وجلا الصدا عن القلوب بتلاوة القرآن، ورطب اللسان بذكر الرحمن.! وسلسلت الشياطين وغلقت أبواب الجحيم!
يا قلوب الصائمين اخشعى.!، يا أقدام المتهجدين اسجدى لربك واركعى! يا صحائف النور للصائمين ارتفعى، ياعيون المجتهدين لا تهجعى!، يا ذنوب التائبين لا ترجعى!.
بشرى للصوام فقد مرت موائد الإنعام والإكرام «يا قومنا اجيبوا داعى الله»... يا همم أهل المسارعة والمسابقة والمنافسة اسرعى، طوبى لمن أجاب فأصاب.، وويل لمن طرد عن الباب!.
أبشروا تجارة الآخر فأبواب الجنة لأجعلكم فتحت، ونسماتها على قلوبكم نفحت، وأبواب النار كلها مغلقة، وإبليس وأعوانه أقدامهم موثقة يا أمة الإسلا: ميلاد الأمة، وظهور الرسالة، وجلاء ا لنبوة وإدبار الليل، وإسفار الصبح فى شهر رمضان! صلوا المصباح بالصباح! لأجل الفوز والنجاح، والغنيمة والفلاح!.
وسائر البر تناديكم! وأسباب الرضا تدانيك وتهديكم! يا سعد من صام باللسان والقلب والعقل عما سوى مولاه! وطاب كسبه وإن كان قليلا! وذكر اسم ربه وتبتل إليه تبتيلا!.
بشرى للعاكفين!، واصلى الرحم، باذلى الكرم.!
بشرى للتوابين، وسلام على الصادقين.
فاز من تعرض لعشر الرحمات بأسبابها، ولعشر المغفرة بوسائها، ولعشر العتق بسبلها!.
إن شهر رمضان فيه أسمى شعيرة من شعائإ الإسلام أضاف الله - تعالى - جزاءها لنفسه (الصوم لى وأنا أجزى به»، وجعله المولى الكريم وقاية «يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من فبلكم لعلكم تتقون «183»)، «الصوم جنة» وجعل وسطه رشدا «لعلهم يرشدون» وختامه شكرًا «ولعلكم تشكرون»، وجعل بابا من أبواب الجنات «إن فى الجنة بابًا يقال له الريان......»، وجعله من الشفعاء يوم الحساب «إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» للحديث.
وهو مغتسل روحى يغتسل المسلم فيه من أدران الخطايا «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه».
وفيه خير الليالى ليلة القدر، لقدره عمل رسول الله «صلى الله عليه وسلم » له حفل استقبال فشهر رمضان:
- شهر إنزال القرآن.
- شعز للبعثة النبوية.
شهر قربات بدنية «الصيام والاعتكاف وصلاة التراويح والعمرة» ومالية «صدقة الفطر» وغيرها.