سمير الجمل
صلاح مادة سقوط ونجاح !!
>> انظر جيداً إلى هذا الفتى الطنطاوى الذى استحق إعجاب العالم كله واحترامه.. وأجبر الانجليز على الوقوف له احتراماً.. لموهبته والبلد الذى انجبه.. والإسلام الذى ينتمى إليه.. ألم تفكر مرة فيه كنموذج يمكن أن يكون لك قدوة.. فهو مثل أغلبنا من بيئة عادية.. لكنه المفعم بالأخلاق والاصرار والشغل المخلص مع نفسه.. وأصر ألا يكون عادياً وأن يخترق كل الحواجز ليكون نمرة واحد ليس على مستوى مصر والعرب وأفريقيا.. بل على مستوى العالم كله.. لم يفكر فى تعصب أوروبا ضد كل ما هو عربى.. لكنه اجبرهم على تغيير رأيهم فى ثوابت عاشوا عليها.. ويا سبحان الله عندما خرج من انجلترا مهزوماً منكسراً بعد تجربته الفاشلة مع تشيلسى.. وهو من أكبر الأندية.. لكن »صلاح« لم يكن معهم من الكبار.. تجاهلوا موهبته.. ورحل عنهم.. وأعاد ترتيب أوراقه.. ونجح فى ايطاليا.. وجرى الانجليز خلفه مجدداً.. ليكون بطلهم وورقتهم الرابحة.. فهل تستطيع أن تحول لحظة فشلك.. إلى لحظة مجدك وهل نسيت مثلاً كيف انهار واتكفأ أرضاً بعد هدف الكونغو القاتل.. ثم فى ثوان معدودات هب وانتفض واقفاً واثقاً فى نصر الله وفى قدراته هو وزملائه وأن الله لا يضيع أجر كل مجتهد.
هل فكرت فى هذا الفتى الذى ذهب إلى أوروبا صغير السن.. وأمسك بالمال.. وأمامه الحرية بلا حدود.. لكنه وضع فى اعتباره وهو يحمل حقيبة سفره أنه ما خرج لكى يعود بكبشة دولارات وذكريات عن تجربة احتراف لم تكتمل.. لأنه انهزم أمام الغربة والثلج.. ولا هو انهزم أمام شبابه ونزواته.. وكلما صارعه اليأس نظر إلى السماء وأدرك أن الله حسيبه وحسبه ورقيبه.. واحتمى بالقرآن الكريم انيساً وجليساً.. ثم اعتصم.. بالزواج والعفاف فى بلاد يعز فيها العفاف ويندر فيها الطهر تحت بند الحرية والحب وعيش أيامك عيش لياليك..
كان هدفه دائماً وأبداً أمام عينيه.. وهو يعرف مقدماً أن ثمن النجاح قد يكون غالياً ومكلفاً.. وأن كل »محنة« بأمر الله وتوفيقه ممكن أن تنقل إلى »منحة« بالصبر والجهد فى كل خطوة..
وعندما اقترحت على شيخ وخطيب مسجد.. أعرفه أن خطبة الجمعة حول قصة هذا الفتى الذى اعاد رسم صورة الشاب المسلم فى قلب أوروبا.. ابدى الشيخ دهشته ولما شرحت له الجوانب الأخرى من القصة رأى فيها نموذجاً مهما للشباب من أمثاله..
وقد اقترحت على وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى أن يجعل من محمد صلاح مادة حرق يتم طرحها على الطلاب خاصة فى الاعدادى والثانوى لأنهم احوج ما يكونون إلى قدوة من هذا الطراز.. وأنا متأكد أن هذه المادة ستجد اقبالاً من التلاميذ أكثر من حساب المثلثات والجغرافيا والتاريخ…
نريد أن تحول صلاح إلى حالة تشمل الكبير والصغير ولاعب الكرة والنجار والترزى والسائق والبائع السريح والنقاش والمدرس.. وكل فى مجاله.. وتصوروا لو فكرنا جميعاً بهذا المنطق الصلاحى والإصلاحى.. تصوروا كيف سيكون حالنا.. وقد اخلصنا فى العمل والبيت والشارع والمسجد والكنيسة والملعب..
تصوروا.. لو قررنا أن نكون كلنا جميعاً من النجوم فى بلد يخلو تماماً من الكومبارس والهامشيين.. تصوروا..!!.. تصوروا!!