العبرة فى الأحزاب بما يقدمه العضو وليس بأصوله ولا بتاريخ عضويته، الجميع سواء ولا فرق بين عضو قديم وعضو حديث، بمعنى آخر الأحزاب لا تورث عضويتها، ولا يجب أن تفرق بين الأعضاء، فالعضو الذي ينتسب إلى أصول وعائله وفدية أو يسارية يتساوى والعضو الذي التحق بدون موروث ولا أصول، لأن الأصل في الأحزاب أن المواطن يلتحق بها لكي يخدم الوطن وليس لكي يستفيد من هذه العضوية، أو لكى يتفاخر بالعضوية وجذورها فى العائلة الكريمة.
والكلام عن عضو من أصول وفدية أو ناصرية لا يعطى الوريث مميزات عن العضو الحديث أو المستجد، الجميع أمام اللائحة سواء، ولا فرق بين س أو ع أو غ وبين غيرهم ممن لم يورثوا الانتماء الحزبي، وفى رأيي أن العضو المستحدث الذى انضم لتبنيه أفكار وبرنامج الحزب، بعد أن قرأ وقارن بين العديد من الأفكار المتاحة، يعد أفضل بكثير للحزب ممن تربى على هذه الأفكار أو ورثها، تماما مثل الديانة جميعنا قد ورثنا ديانتنا عن والدينا، كل منا وجد والديه مسلمين أو مسيحيين أو يهودا، فأصبح بحكم النشأة والتربية مثلهما، أما الذي دخل الديانة حديثا فقد كان على ديانة أخرى وقرأ وقارن وفكر واختار، فهذا الإنسان في ظني أفضل بكثير ممن ورث ديانته بدون فكر أو اختيار، قد يقدم المستحدث في الإيمان الكثير للديانة عن الذي ورثها، والتاريخ يشهد بذلك، حيث أثرى الفقه الإسلامي أصحاب الثقافات غير العربية وأبناء الديانات الأخرى، لأنهم دخلوا الديانة بثقافاتهم المغايرة، وبعد دخولهم وضعوا هذه الثقافة التي كانوا عليها في مواجهة الديانة الإسلامية، وأثاروا العديد من الأسئلة التي لم يفكر فيها من كان يعبد الأصنام أو من كان من بيئة عربية، والإجابات عن هذه الأسئلة كانت إضافة مهمة وكبيرة للشريعة والفقه.
لهذا لا أجد أية معنى لكلمة الوفديين الأصليين، أو الوفديين من أبناء أصول وفدية، العبرة في العضو وليس في أصوله أو ميراثه العضوية، العبرة بما يقدمه للحزب من أفكار وخدمات وتبرعات، والعبرة كذلك بما يقدمه للوطن وللمواطن المصري.
الحزب يعنى رؤية سياسية، وأن جماعة تتبنى هذه الرؤية وتحاول أن تصل من خلالها للحكم، لأن هذه الرؤية حسب اعتقادهم هي التي ستنهض بالمواطن وبالوطن، وهنا الأحزاب ليست مطالبة بتمييز العضو الوارث العضوية عن العضو الملتحق حديثا، لماذا؟، لأن المراكز داخل الأحزاب تأتى بالانتخاب، حيث يقوم الأعضاء باختيار من يرونه مناسبا لإدارة الفكرة التي اجتمعوا عليها، والاختيار هنا يأتي لاقتناع الأعضاء بقدرات ومواهب وإخلاص المختار وليس لأصوله الوفدية أو الناصرية أو لعائلته الكبيرة أو الصغيرة، أو لعدد السنوات التي انتسبت فيها عائلته للحزب، العبرة بما يقدمه العضو وليس العبرة بأصوله.