** بعد أن تخطى يوفنتوس فى دور الثمانية بصعوبة بالغة، قال مارسيللو بجرأة: «نحن ريال مدريد».. وكان الظهير الأيسر للريال يشير إلى خسارة يوفنتوس أمام روما قبل يوم واحد من مباراة الريال مع يوفنتوس.. كما أنها إشارة إلى عقلية لاعبى ريال مدريد الذين يلعبون للفوز دائما ولا يستسلمون للهزيمة حتى لو اقتربت. ببساطة إنهم فى ريال مدريد يفوزون. يفوزون عن جدارة. يفوزون بجهد لاعبين سوبر. يفوزون بلا رحمة. يفوزون وأحيانا لا يمكن تفسير كيف يفوزون؟!
** هذا يختصر مقالا بديعا فى الجارديان البريطانية، التى أشارت فى نهاية المقال إلى حقيقة تاريخية فى كرة القدم، فهل تكفى النتائج وحدها للإشارة إلى فريق بأنه رائع أم أن النتائج مع جمال الأداء والجديد الذى يقدمه هما المقياس؟ لقد عادت بنا الصحيفة إلى أعظم الفرق التى عرفناها على مدى نصف قرن.. ومنها على المستوى الأوروبى أياكس أمستردام من 1971 إلى 1973. وإنترناسيونالى 1965. وبرشلونة من 2009 إلى 2011. وميلان 1989. وعلى المستوى الدولى والمنتخبات أضيف المجر فى الخمسينيات، وهولندا 1974، والبرازيل 1970 و1982. من القرن العشرين فهذه الفرق قدمت شيئا جديدا فى كرة القدم فى عصرها. قدمت أساليب لعب جديدة. وفلسفة جديدة. وأمتعوا جماهير اللعبة فى كل مكان..
** وأعود وأتذكر مباراة ليفربول وريال مدريد فى كييف، وكيف تفوق الفريق الإنجليزى فى البداية، وخسر تفوقه بخروج صلاح. ثم الهدف الذى سجله بنزيمة من خطأ كارثى لحارس ليفربول. ثم خطأ كارثى آخر لكاريوس سجل منه جاريث بيل الهدف الذى قتل المباراة.. وهذا تكرر بصورة ما فى طريق ريال مدريد للقب، فقد وقع زفن أولرايش حارس مرمى بايرن ميونيخ فى خطأ قاتل أمام الريال. ثم ضربات جزاء لم تحتسب لبايرن واليوفى أمام الريال.. وقد يكون ذلك هو الحظ الذى يسمى شمهورش أو أم نجيب فى الكرة المصرية، وقد يكون هو الإصرار على الفوز وعدم قبول غيره فى الريال..
** من المفارقات أن ريال مدريد الذى فاز بأربع بطولات أوروبية خلال خمس سنوات أحرز لقب الليجا الإسبانى مرة واحدة. وفريق الريال العظيم والتاريخى الفائز ببطولة أوروبا خمس مرات متتالية من 1956 إلى 1960 فاز بلقب الليجا مرتين. وفريق أياكس أمستردام بطل أوروبا ثلاث مرات من 1971 إلى 1973 أحرز لقب الدورى الهولندى مرتين، وبايرن ميونيخ بطل أوروبا ثلاث مرات من 1974 إلى 1976 فاز بالبوندسليجا مرتين. لكن فوز الريال بلقب أوروبا 13 مرة، ومنها ثلاث مرات على التوالى فى الفترة من 2016 إلى 2018 يؤكد أنه فريق كبير، وفريق غنى، يضم أحسن اللاعبين، ويستفيد من قدراتهم الفردية البديعة.. بغض النظر عن دور سيرجيو راموس وحيلته التى يستخدمها لإيقاف أمهر اللاعبين كما فعل مع صلاح..!
** من الصعب القول أن زين الدين زيدان قدم فلسفة جديدة فى كرة القدم، وعلى الرغم من شكوك تثار حول مهارته كمدرب، لكنه مميز جدا فى إجراء التغييرات، فقد كانت دائما مؤثرة وحاسمة.. فهل يكفى ذلك مع نتائجه لوصفه بالمدرب العبقرى أم أن عليه أن يقدم فلسفة أو شيئا جديدا يغير من اتجاهات كرة القدم كما فعل العديد من المدربين فى تاريخ اللعبة؟!
** فى جميع الأحوال هو زين الدين زيدان بطل أوروبا ثلاث مرات.. وصاحب الرصيد الكبير من الألقاب فى خلال ثلاث سنوات.. وهو أيضا ريال مدريد كما قال نجمه مارسيللو..